مدرسا بالمدرسة التي بزقاق القناديل ، وكان عالما فاضلا فى علم الأصول ، وكان يغتسل بالماء البارد فى ليالى الشتاء عند صلاة الصبح ، وكان إذا افتتح الصلاة وقرأ كأنه فى جهاد لكثرة الخشوع مات فى سنة ست وسبعين وخمسمائة وقبره عند مسطبة عالية (وبهذه المسطبة) قبر الفقيه أبى إسحق إبراهيم المزنى الظاهرى العسقلانى مات سنة ست وأربعين وخمسمائة ومعه قبر الفقيه أبى الثناء عبد الوارث بن عيسى بن موسى القرشى مات سنة إحدى وتسعين وخمسمائة (وتحت المسطبة) قبر الفقيه أبى محمد عبد الله بن إبراهيم مات سنة تسع وتسعين وخمسمائة وإلى جانبه قبر أبى بكر بن حسن القسطلانى متأخر الوفاة مات سنة ثلاث عشرة وخمسمائة.
وبالقرب من هؤلاء قبر الفقيه عبد الصمد المالكى كان زاهدا ورعا عفيفا عما فى أيدى الناس ، قال بعض الفقهاء المالكية لم أر أكثر عبادة منه.
وإلى جانبه قبر الفقيه الامام العالم أبى القاسم عبد المنعم ويقال أبو البركات كان فقيها عالما صلى بجامع مصر ثم انصرف وهو يكرر فى قوله تعالى :
(إِنَّما يُؤْمِنُ بِآياتِنَا الَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِها خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ) إلى أن جاء إلى بيته فسقط ولم يتكلم فأتوه بالطبيب فقال الطبيب أخذ قلبى ثم مات فصلى عليه الظهر بالجامع.
وبحومتهم عمود مكتوب عليه أبو الحسن على المقدسى وغربى المسطبة قبر الشيخ أبى القاسم عبد الرحمن بن عباس القرشى وإلى جانبه قبر أبى الحسن القيسرانى.