الصالح نجم الدين أيوب بن الملك الكامل محمد بن العادل أبى بكر ابن أيوب.
وحظيت عنده بحيث إنه كان لا يفارقها سفرا ولا حضرا وولدت له ولدا اسمه خليل ومات صغيرا فاتفق من الأمور الغريبة أن الفرنج خذلهم الله تعالى جاءوا إلى دمياط فقاتلهم نائبها وجندها فانكسروا منهم فبلغ السلطان ذلك فانحصر لذلك فخرج هو وجماعة من العسكر إلى المنصورة فأقام بها مدة ثم إن السلطان مرض مرضا شديدا فصارت شجرة الدر تدبر أمور السلطنة خوفا على المسلمين وترسل تقول للجند والأمراء السلطان يقول لكم كذا ويأمركم بكذا حتى مات السلطان ولم يعلم بموته أحد من العسكر حتى نصر الله سبحانه وتعالى المسلمين ثم إنها غسلته وكفنته ووضعته فى تابوت وحملته فى النيل إلى القلعة التى أنشأها بالروضة بمصر وجهزت القصاد من المنصورة لإحضار الملك المعظم غياث الدين تغران شاه من حصن كيفا فقدم من الحصن إلى مدينة بلبيس كل ذلك ولم يعلم أحد بموت السلطان إلا الأمير فخر الدين يوسف ابن شيخ الشيوخ وهو عظيم الدولة يومئذ والطواشى جمال الدين محسن فقط فاتفقا معها على تدبير أمور المملكة إلى أن يحضر المعظم من حصن كيفا وأوهمت العسكر بأن السلطان قد رسم بأن يحلفوا له ولولده الملك المعظم على أن يكون سلطانا بعده وأن يكون الأمير فخر الدين يوسف أتابكا ومدبر المملكة فقالوا كلهم سمعا وطاعة ظنا منهم على أن السلطان حى وحلفوا بأجمعهم وكتبت على لسان السلطان إلى الأمير حسام الدين نائب السلطنة بالقاهرة أن يحلف أمراء الدولة وأكابرها وأعيان الناس والأجناد المقيمين بالقاهرة فأحضر الجميع إلى دار