وهو من عهد الرومانيين وعليه هذه الكتابة : YOtHTOAY وليس في القلعة من آثار الرومانيين سوى هذا الجرن والجرن الذي قدمنا ذكره.
ثم تمشي إلى جهة الجنوب أيضا صاعدا إلى ما فوق الأقبية التي فيها أبواب القلعة ، وهناك تجد بابا كبيرا من الرخام في داخله صحن واسع طوله نحو ٢٠ ذراعا وعرضه نحو ١٢ ذراعا يحيط به جدران عالية تجد في صدره من جهة الجنوب أيضا بابا واسعا من الرخام الملون كتب في أعلاه :
لصاحب هذا القصر عز ودولة |
|
وكل الورى في حسنه يتعجب |
بنى في زمان العدل بالجود والتفى |
|
محاسنه فاقت جميع الغرائب |
وشاهدت في هذا الصحن بغالا وخيلا مربوطة تحت أرجلها أكوام الزبل فقلت : سبحان المعز المذل ، بعد أن كان هذا المكان مقعد الملوك والأمراء صار إصطبلا للدواب. ومن هذا الباب العظيم تدخل إلى دهليز وهناك مخادع ، ثم تخرج منه إلى القصر الكبير المبني على الباب الثاني وما يليه المطل على الجهة الجنوبية من البلدة.
طول هذا القصر ٢٨ مترا وعرضه كذلك ، وفي وسطه ساريتان عظيمتان ومعهما عمودان من الحجر الأسود ، وفي القصر ثلاثة أروقة كل رواق ذو ثلاث قبب ، والسقف جميعه متهدم الآن وجدرانه من الجهات الثلاث متوهنة خصوصا الجدار المشرف على البلدة فإنه متشقق ، وفي هذه السنة رمم من أسفله ووضع في شقوقه وفي أرضه قضبان حديدية فتماسك بهذه الواسطة وهذا يؤخر سقوطه سنين.
وفي صدر هذا القصر شباك كبير من النحاس الأصفر بديع الصنع وقد كان أربع عشرة شبكة وقد سرق منها ثلاث وفيه الآن إحدى عشرة شبكة.
وعلى قنطرة هذا الشباك وفي جوانبه من داخله وعلى عضادتيه من خارجه فوق ذلك الرخام الملون كتابة بخط جاف إلا أنها مشتبكة ببعضها البعض لم أتمكن من قراءتها إلا بعد الجهد بعد وضع السلالم ، وساعدني في ذلك الشابان النجيبان الشيخ مصطفى الزرقا والشيخ معروف الدواليبي يوم خرجنا إلى القلعة عدة مرات لهذه الغاية وذلك في شعبان من هذه السنة وهي سنة ١٣٤٣ :
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين أمر بإنشاء هذا القصر المبارك مولانا السلطان الأعظم مالك رقاب الأمم المالك الملك قايتباي حامي الذمار على ملوك الأرض أعلا شرفا