مغارات وقاعات تحت أرضها وكلها مقبية ومنها ما هو مردوم الآن. ووجدت في أرض القلعة حجرة كبيرة ملقاة على الأرض أخبرت أن في طرفها الآخر كتابة ، وبعد أن قلبت لي وجدت مكتوبا عليها :
١ ـ البسملة مما أمر بعمله مولانا
٢ ـ السلطان الملك العزيز محمد غياث الدنيا والدين ركن الإسلام
٣ ـ والمسلمين سيد الملوك والسلاطين خلد الله ملكه
٤ ـ بتولي العبد الفقير إلى رحمة الله سيف الدين سدكين الملكي العزيزي سنة ثلاث وثلاثين وستمائة. ولا أدري باب أي شيء كانت.
ولم يزل في القلعة بقية كتابات مثل الكتابة التي عن يسار الباب الأول والكتابة التي بجانب قنطرة الباب الثاني في الطرف الأيمن ، فإن بعض كلمات تعسر علي قراءتها ولم أجد فيها كبير فائدة لذا أضربت عنها.
وما عدا ما ذكرناه من الأماكن في القلعة تجده عرصة خالية والأبراج الكثيرة المحيطة بقمتها آخذة في الانهدام ، وإذا طال الحال عليها ولم ترمم فإنها تتساقط شيئا بعد شيء إلى أن تبقى أثرا بعد عين.
وفي قبلي القلعة برج عظيم في وسط الجبل مكتوب عليه : [أمر بعمارته مولانا السلطان الملك الأشرف قانصوه الغوري في أيام المقر السيفي سيباي الأشرفي نائب القلعة المنصورة بحلب المنصورة عز نصره سنة ٩١٤].
ويقابله برج عظيم آخر على شاكلته في الجهة الشمالية مكتوب عليه : [جدد هذا السور مولانا السلطان الملك الأشرف قانصوه الغوري عز نصره في أيام المقر الأشرفي الأمير السيفي عين مقدام الألوف بالديار المصرية سيباي الأشرفي نائب القلعة المنصورة بحلب المحروسة عز نصره سنة ٩١٥]
والذي ظهر لنا أن آخر من اعتنى بأمر القلعة من ملوك الجراكسة هما السلطان قايتباي والسلطان قانصوه الغوري الذي هو آخر سلاطينهم وكما اعتنيا بها اعتنيا بأمر أسوار حلب الخارجية ، يرشدك إلى ذلك الكتابات التي على جدار باب قنسرين وغيره من الأبواب والأبراج الباقية من آثار السور الذي كان محيطا بحلب ، والذي دعاهما إلى تحصين قلعتها وأسوارها وقوعها في الحدود بين المملكتين الجركسية والعثمانية ، وبعد الفتح العثماني لم