قال : نعم ، فثبتت المعرفة ونسوا الموقف وسيذكرونه. ولولا ذلك ، لم يدر أحد من خالقه ورازقه. فمنهم من أقرّ بلسانه في الذّرّ ولم يؤمن بقلبه ، فقال الله : (فَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا بِما كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ).
وفي أصول الكافي (١) : محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عن صالح بن عقبة ، عن عبد الله بن محمّد الجعفريّ ، عن حفص (٢).
وعن عقبة ، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ قال : إنّ الله خلق الخلق. فخلق من (٣) أحبّ ممّا أحبّ ، وكان ما أحبّ أن خلقه من طينة الجنّة. وخلق من (٤) بغض ممّا أبغض ، وكان ما أبغض أن خلقه من طينة السّجين. ثمّ بعثهم في الظّلال.
فقلت : وأيّ شيء الظّلال؟
قال : ألم تر إلى ظلّك في الشّمس ، شيء وليس بشيء؟ ثمّ بعث الله فيهم (٥) النّبيّين ، فدعوهم إلى الإقرار بالله. وهو قوله : (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللهُ) (٦).
ثمّ دعاهم إلى الإقرار بالنّبيّين ، فأقرّ بعضهم وأنكر بعض. ثمّ دعوهم إلى ولايتنا ، فأقرّ بها ـ والله ـ من أحبّ وأنكرها من أبغض. وهو قوله : (فَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا بِما كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ).
ثمّ قال ـ عليه السّلام ـ : كان التّكذيب [ثمّ] (٧).
وفي تفسير العيّاشي (٨) : إنّ الله خلق الخلق وهم أظلّة. فأرسل إليهم رسوله محمّدا ـ صلّى الله عليه وآله ـ فمنهم من آمن به ، ومنهم من كذّبه. ثمّ بعثه في الخلق الآخر ، فآمن به من آمن به في الأظلّة وجحده من جحده يومئذ. فقال : (فَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا بِما كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ).
وعن الصّادق (٩) ـ عليه السّلام ـ في هذه الآية : بعث الله الرّسل إلى الخلق ، وهم في أصلاب الرّجال وأرحام النّساء. فمن صدّق حينئذ ، صدّق بعد ذلك. ومن كذّب
__________________
(١) الكافي ١ / ٤٣٦ ـ ٤٣٧ ، ح ٢.
(٢) المصدر : «أبي جعفر» بدل «حفص».
(١ و ٤) ـ المصدر : «ما» بدل «من».
(٥) كذا في المصدر. وفي ب : بعثه فيهم. وفي أ ، ر : بعث فمنهم. وفي سائر النسخ : بعثهم منهم.
(٦) الزخرف / ٨٧.
(٧) من المصدر. ثمّ : هناك.
(٨) تفسير العيّاشي ٢ / ١٢٦ ، ح ٣٥.
(٩) نفس المصدر والصفحة ، ح ٣٦.