دخلت اللّام على المفعول ، لضعف الفعل بالتّأخير. أو حذف المفعول واللّام للتّعليل. والتقدير : يرهبون معاصي الله لربّهم.
وفي بصائر الدّرجات (١) : محمّد بن الحسين ، عن موسى بن سعدان ، عن عبد الله بن القاسم ، عن صباح المزنيّ ، عن الحارث بن حصيرة ، عن حبّة [بن جوين] (٢) العرنيّ قال : سمعت عليّا ـ عليه السّلام ـ يقول : إنّ يوشع بن نون كان وصيّ موسى بن عمران ، وكانت ألواح موسى من زمرّد أخضر. فلمّا غضب موسى ـ على نبيّنا وعليه السّلام ـ ألقى (٣) الألواح من يده. فمنها ما تكسّر ، ومنها ما بقي ، ومنها ما ارتفع.
فلمّا ذهب عن موسى الغضب ، قال يوشع بن نون : عندك تبيان ما في الألواح؟
قال : نعم.
فلم يزل يتوارثها (٤) رهط بعد رهط ، حتّى وقعت في أيدي أربعة رهط من اليمن.
وبعث الله محمّدا ـ صلّى الله عليه وآله ـ [بتهامة] (٥) وبلغهم الخبر.
فقالوا : ما يقول هذا النّبيّ؟
قيل : ينهى عن الخمر والزّنا ، ويأمر بمحاسن الأخلاق وكرم الجوار.
فقالوا : هذا أولى بما في أيدينا منّا.
فاتّفقوا أن يأتوه شهر كذا وكذا.
فأوحى الله إلى جبرئيل ـ عليه السّلام ـ : أن ائت النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ فأخبره الخبر.
فأتاه ، فقال : إنّ فلانا وفلانا وفلانا وفلانا ورثوا ما كان في (٦) ألواح موسى ـ عليه السّلام ـ. وهم يأتونك (٧) في شهر كذا وكذا ، في ليلة كذا وكذا.
فسهر لهم تلك اللّيلة.
فجاء الرّكب. فدقّوا عليه الباب ، وهم يقولون : يا محمّد.
__________________
(١) بصائر الدرجات / ١٦١ ، ح ٦.
(٢) من المصدر.
(٣) المصدر : أخذ.
(٤) هكذا في المصدر ، وفي النسخ : «نزل كذا توارثها» بدل : «فلم يزل يتوارثها».
(٥) من المصدر.
(٦) ليس في المصدر : «ما كان في».
(٧) المصدر : يأتوك.