لينظروا ما حال أهل المعصية. فأتوا باب المدينة ، فإذا هو مصمت. فدقّوه ، فلم يجابوا ولم يسمعوا منها حسّ أحد (١). فوضعوا سلّما على سور المدينة ، ثمّ أصعدوا رجلا منهم.
فأشرف على المدينة فنظر ، فإذا هو بالقوم قردة يتعاوون ، [لها أذناب] (٢).
فقال الرّجل لأصحابه : يا قوم ، [أرى والله] (٣) عجبا.
قالوا : وما ترى؟
قالوا : أرى القوم [قد صاروا] (٤) قردة [يتعاوون لها أذناب] (٥).
فكسروا الباب ودخلوا المدينة (٦).
قال : فعرفت القردة أنسابها من الإنس ، ولم تعرف الإنس أنسابها من القردة.
فقال القوم للقردة : ألم ننهكم؟
قال : فقال عليّ ـ عليه السّلام ـ : والله الّذي خلق الحبّة وبرأ النّسمة ، إنّي لأعرف أنسابها من هذه الأمّة. لا ينكرون ولا يغيّرون ، بل تركوا ما أمروا به فتفرّقوا. وقد قال الله ـ عزّ وجلّ ـ : (فَبُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ). فقال الله : (أَنْجَيْنَا) (٧) (الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذابٍ بَئِيسٍ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ).
وفي تفسير العيّاشي (٨) : عن عليّ بن عقبة ، عن رجل ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال : إنّ اليهود أمروا بالإمساك يوم الجمعة. فتركوا يوم الجمعة ، وأمسكوا (٩) يوم السّبت.
عن (١٠) هارون بن [عبيد ، رفعه] (١١) إلى أحدهم قال : جاء نفر إلى أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ بالكوفة ، وقالوا : يا أمير المؤمنين ، إنّ هذه الجراري تباع في أسواقنا.
قال : فتبسّم أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ ضاحكا. ثمّ قال : قوموا لأريكم عجبا.
ولا تقولوا في وصيّكم إلّا خيرا.
فقاموا معه ، فأتوا بشاطئ. فتفل فيه تفلة وتكلّم بكلمات ، فإذا بجرّيّة رافعة
__________________
(١) المصدر : «خبر أحد» بدل «حسّ أحد».
(٢) ليس في المصدر.
(٣ و ٤ و ٥) ـ من المصدر.
(٦) سقط من المصدر : ودخلوا المدينة.
(٧) في المصدر : «وأنجينا» والواو زائدة.
(٨) تفسير العيّاشي ٢ / ٣٤ ، ح ٩٤.
(٩) المصدر : فأمسكوا.
(١٠) تفسير العيّاشي ٢ / ٣٥ ، ح ٩٦.
(١١) كذا في المصدر. وفي النسخ : عبد الله.