على الله وخروج عن ميثاق الكتاب.
(وَدَرَسُوا ما فِيهِ) : عطف على «ألم يؤخذ» من حيث المعنى ، فإنّه تقرير. أو على «ورثوا» وهو اعتراض.
وفي أصول الكافي (١) : عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن يونس [بن عبد الرحمن] (٢) ، عن أبي يعقوب ، إسحاق بن عبد الله ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ : إنّ الله خصّ عباده بآيتين من كتابه. أن لا يقولوا حتّى يعلموا ولا يردّوا ما لم يعلموا. قال ـ عزّ وجلّ ـ : (أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثاقُ الْكِتابِ أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلَّا الْحَقَ). وقال : (بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ) (٣).
وفي تفسير العيّاشيّ (٤) : عن إسحاق بن عبد العزيز قال : سمعت أبا عبد الله ـ عليه السّلام ـ يقول : خصّ الله هذه الأمّة بآيتين من كتابه ، أن لا يقولوا ما لا يعلمون [وألّا يردّوا ما لا يعلمون] (٥). ثمّ قرأ : (أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثاقُ الْكِتابِ) (الآية). وقوله : (بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ) ـ الى قوله ـ : (الظَّالِمِينَ).
عن أبي السفاتج (٦) قال (٧) : قال أبو عبد الله ـ عليه السّلام ـ : آيتان (٨) في كتاب الله خصّ الله النّاس ، ألّا يقولوا ما لا يعلمون. قول الله : (أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثاقُ الْكِتابِ أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلَّا الْحَقَ). وقوله : (بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ).
وفي نهج البلاغة (٩) : ولن تأخذوا بميثاق الكتاب حتّى تعرفوا الّذي [نقضه ، ولن تمسّكوا به حتّى تعرفوا الّذي نبذه] (١٠) فالتمسوا ذلك عند أهله ، فإنّهم عيش العلم وموت الجهل. هم الّذين يخبركم حكمهم عن علمهم ، وصمتهم عن منطقهم ، وظاهرهم عن باطنهم. لا يخالفون الدّين ولا يختلفون فيه ، فهو بينهم شاهد صدق وصامت ناطق.
(وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ) : محارم الله ممّا يأخذ هؤلاء.
__________________
(١) الكافي ١ / ٤٣ ، ح ٨.
(٢) من المصدر.
(٣) يونس / ٤٠.
(٤) تفسير العيّاشي ٢ / ١٢٣ ، ح ٢٢.
(٥) من المصدر.
(٦) هكذا في المصدر. وفي النسخ : أبي الفاتح.
(٧) تفسير العيّاشي ٢ / ١٢٢ ، ح ٢١.
(٨) كذا في المصدر ، وفي النسخ : آيتين.
(٩) نهج البلاغة / ٢٠٦. (١٠) من المصدر. وفي النسخ : «بعده» بدل هذه العبارة.