(هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ). حسدا لرسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ.
ثمّ قال : كنّا وبنو هاشم ، كفرسي رهان. نحمل ، إذ احملوا. ونطعن ، إذ طعنوا. ونوقد ، إذا أوقدوا. فلما استوى بنا وبهم الرّكب ، قال قائل منهم : منّا نبيّ. لا نرضى بذلك أن يكون في بني هاشم ، ولا يكون في بني مخزوم.
ثمّ قال : غفرانك ، اللهم.
فأنزل الله في ذلك (وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَما كانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) حين قال : غفرانك ، اللهم.
فلمّا همّوا بقتل رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ وأخرجوه من مكّة ، قال الله : (وَما لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَما كانُوا أَوْلِياءَهُ) ، يعني : قريشا ما كانوا أولياء مكّة. (إِنْ أَوْلِياؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ) أنت وأصحابك ، يا محمّد. فعذّبهم الله بالسّيف يوم بدر ، فقتلوا.
وفي روضة الكافي (١) : عن أبي بصير قال : بينا رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ [ذات يوم] (٢) جالس ، إذ أقبل أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ.
فقال له رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ : إنّ فيك شبها من عيسى بن مريم.
ولولا أن يقول فيك طوائف من أمّتي ما قالت النّصارى في عيسى بن مريم ، لقلت فيك قولا لا تمرّ بملإ من النّاس إلّا أخذوا التّراب من تحت قدميك ، يلتمسون بذلك البركة.
قال : فغضب الأعرابيّان والمغيرة بن شعبة وعدة من قريش معهم ، فقالوا : ما رضي أن يضرب لابن عمّه مثلا إلّا عيسى بن مريم.
فأنزل الله على نبيّه ـ صلّى الله عليه وآله ـ فقال : (وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ ، وَقالُوا أَآلِهَتُنا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ ، إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَيْهِ وَجَعَلْناهُ مَثَلاً لِبَنِي إِسْرائِيلَ ، وَلَوْ نَشاءُ لَجَعَلْنا مِنْكُمْ) ، يعني : من بني هاشم (مَلائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ) (٣). قال : فغضب الحارث بن عمرو الفهريّ ، فقال : (اللهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ) [إنّ بني هاشم يتوارثون] (٤) هرقلا بعد هرقل
__________________
(١) الكافي ٨ / ٥٧ ـ ٥٨ ، ح ١٨.
(٢) من المصدر.
(٣) الزخرف / ٥٧ ـ ٦٠.
(٤) ليس في المصدر.