العلّة. وحذف الفعل للعلم به ، كما في قوله :
وخبّرتماني إنّما الموت بالقرى |
|
فكيف وهاتا هضبة وقليب |
أي : فكيف مات.
(وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ) ، أي : وحالهم أنّهم إن يظفروا بكم.
(لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ) : لا يراعوا فيكم.
(إِلًّا) : حلفا.
وقيل (١) : قرابة. قال حسّان :
لعمرك إن إلّك (٢) من قريش |
|
كإلّ السقب (٣) من رأل (٤) النّعام |
وقيل : ربوبيّة. ولعلّة اشتقّ للحلف من الأل ، وهو الجواز. لأنّهم كانوا إذا تحالفوا ، رفعوا به أصواتهم وشهروه. ثمّ استعير للقرابة ، لأنها تعقد بين الأقارب ما لا يعقده الحلف. ثمّ للربوبية والتّربية.
وقيل : اشتقاقه من ألل الشيء : إذا حدّده. أو من ألّ البرق : إذا لمع.
وقيل : إنّه عبريّ : بمعنى : الاله. لأنه قرئ : إيلا ، كجبرئل وجبرئيل.
(وَلا ذِمَّةً) : عهدا ، أو حقّا يعاب على إغفاله.
(يُرْضُونَكُمْ بِأَفْواهِهِمْ) : استئناف ، لبيان حالهم المنافية لثباتهم على العهد المؤدية إلى عدم مراقبتهم عند الظّفر. ولا يجوز جعله حالا من فاعل «لا يرقبوا». فإنّهم بعد ظهورهم لا يرضون. ولأنّ المراد إثبات إرضائهم المؤمنين بوعد الإيمان والطّاعة والوفاء بالعهد في الحال واستبطان الكفر والمعاداة ، بحيث إن ظفروا لم يبقوا عليهم ، والحاليّة تنافيه.
(وَتَأْبى قُلُوبُهُمْ) : ما تتفوه به أفواههم.
(وَأَكْثَرُهُمْ فاسِقُونَ) (٨) : متمرّدون. لا عقيدة تزعهم ، ولا مروءة تردعهم.
وتخصيص الأكثر ، لما في بعض الكفرة من التفادي عن الغدر والتعفف عمّا يجرّ إلى أحدوثة
__________________
(١) أنوار التنزيل ١ / ٤٠٦.
(٢) كذا في المصدر. وفي النسخ : إلّكم.
(٣) السقب : ولد الناقة الذكر ساعة يولد.
(٤) الرأل : فرخ النعام.