الجنّة ومأواه النّار وبئس مثوى الظّالمين. وأوضح من هذا ، بحمد الله وأنور وأبين وأزهر لمن هداه وأحسن إليه ، قول الله في محكم كتابه : (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ ، مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ، ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ).
ومعرفة الشّهور ، المحرّم وصفر وربيع وما بعده. والحرم منها ، رجب وذو القعدة وذو الحجّة والمحرّم. وذلك لا يكون دينا قيّما. لأنّ اليهود والنّصارى والمجوس وسائر الملل والنّاس جميعا من الموافقين والمخالفين يعرفون هذه الشّهور ويعدونها بأسمائها ، وليس هو كذلك. وإنّما عنى بهم : الأئمة القوّامين بدّين الله. والحرم منها أمير المؤمنين عليّ الّذى اشتقّ الله ـ سبحانه ـ له اسما من أسمائه العلى (١) ، كما اشتق لمحمّد ـ صلّى الله عليه وآله ـ اسما من أسمائه (٢) المحمود. وثلاثة من ولده أسماؤهم [عليّ وهم] (٣) عليّ بن الحسين وعليّ بن موسى وعليّ بن محمد. فصار لهذا الاسم المشتق من أسماء الله ـ عزّ وجلّ ـ حرمة به ، يعني : أمير المؤمنين ـ صلوات الله عليه ـ.
وقال أيضا ـ رحمه الله ـ : أخبرنا سلامة بن محمّد قال : حدثنا أبو الحسن ، عليّ بن معمر (٤) قال : حدّثنا حمزة بن القاسم ، عن جعفر بن محمّد ، عن عبيد بن كثير ، عن أحمد بن موسى ، عن داود بن كثير الرّقيّ قال : دخلت على أبي عبد الله ، جعفر بن محمّد ـ عليهما السّلام ـ [بالمدينة] (٥).
فقال : ما الّذي أبطأك عنّا ، يا داود؟
قلت : حاجة لي عرضت بالكوفة.
فقال : من خلّفت بها؟
قلت : جعلت فداك ، خلّفت بها عمّك زيدا. تركته راكبا على فرس ، متقلدا مصحفا ، ينادي بعلو صوته سلوني قبل أن تفقدوني ، فبين جوانحي علم جمّ. قد عرفت الناسخ والمنسوخ والمثاني والقرآن [ضرابه علم جم] (٦) العظيم. وإني العلم بين الله وبينكم.
__________________
(١) المصدر : اسمه العلي.
(٢) المصدر : اسمه.
(٣) من المصدر.
(٤) بعض نسخ المصدر : عمر
(٥) من المصدر.
(٦) ليس في المصدر.