الّذي ناوله يده إلى فيه فيقبلها ، فإنّ الله ـ عزّ وجلّ ـ يأخذها قبل أن تقع في يده ، كما قال ـ عزّ وجلّ ـ : (أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ ـ إلى قوله ـ وَيَأْخُذُ الصَّدَقاتِ).
وفي كتاب التوحيد (١) ، بإسناده إلى سليمان بن مروان (٢) : عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ حديث طويل. وفيه يقول ـ عليه السّلام ـ : والقبض منه ـ عزّ وجلّ ـ في وجه آخر الأخذ. والأخذ في وجه القبول منه ، كما قال : «ويأخذ الصّدقات» ، أي : يقبلها من أهلها ، ويثيب عليها.
وفي كتاب ثواب الأعمال (٣) : عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ قال : قال عليّ بن أبي طالب ـ عليه السّلام ـ : تصدّقت يوما بدينار.
فقال لي رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ : أما علمت ، يا عليّ ، أنّ الصّدقة (٤) لا تخرج من يده حتّى تفك عنها من لحيي (٥) سبعين شيطانا كلّهم يأمره بإن لا يفعل. وما تقع في يد السّائل ، حتّى تقع في يد الرّبّ ـ جلّ جلاله ـ. ثمّ تلا هذه الآية : (أَلَمْ يَعْلَمُوا ـ إلى قوله ـ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ).
وفي تهذيب الأحكام (٦) : محمّد بن يعقوب ، عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن سعدان بن مسلم ، عن معلى بن خنيس ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال : إنّ الله لم يخلق شيئا إلا وله خازن يخزنه ، إلّا الصدقة فإنّ الرّب يليها بنفسه. وكان أبي إذا تصدق بشيء ، وضعه في يد السّائل ، ثمّ ارتدّه منه فقبّله وشمّه ، ثمّ ردّه في يد السائل. والحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة.
وفي تفسير العيّاشيّ (٧) : عن محمّد بن مسلم ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ ، [، قال : ما من شيء الّا وكل به ملك الّا الصدقة فانّها تقع في يد الله.
عن أبي بكر (٨) عن السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيه] (٩) عن آبائه قال : قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ : خصلتان لا أحبّ أن يشاركني فيهما أحد : وضوئي ، فانّه
__________________
(١) التوحيد / ١٦١ ـ ١٦٢ ، ح ضمن ح ٢.
(٢) المصدر : سليمان بن مهران.
(٣) ثواب الاعمال / ١٦٩ ـ ١٧٠ ، ح ١٢.
(٤) المصدر : صدقة المؤمن.
(٥) اللّحيان : العظمان اللّذان تنبت اللّحية على بشرتهما.
(٦) التهذيب ٤ / ١٠٥ ، ضمن ح ٣٠٠.
(٧) تفسير العياشي ٢ / ١٠٨ ، ح ١١٥.
(٨) نفس المصدر والموضع ، ح ١١٥.
(٩) من المصدر.