وفي تفسير عليّ بن إبراهيم (١) : وفي رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ قال : مسجد الضّرار ، الّذي أسّس على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنّم وفي مصباح الشّريعة (٢) : قال الصّادق ـ عليه السّلام ـ : وكلّ عبادة مؤسّسة على غير التّقوى (٣) فهي هباء منثورا. قال الله ـ عزّ وجلّ ـ : (أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى تَقْوى مِنَ اللهِ وَرِضْوانٍ) من الله (٤) (خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ فَانْهارَ بِهِ فِي نارِ جَهَنَّمَ) (الآية).
وتفسير التقوى : ترك ما ليس بأخذه بأس (٥) ، حذرا عمّا به بأس.
(وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (١٠٩) : إلى ما فيه صلاح ونجاة.
وفي أمالي شيخ الطائفة (٦) ، بإسناده إلى خنيس بن معمّر (٧) قال : دخلت على أمير المؤمنين ، عليّ بن أبي طالب ـ عليه السّلام ـ. فقلت : السّلام عليك ، يا أمير المؤمنين ، ورحمة الله. كيف أمسيت؟
قال : أمسيت محبّا لمحبّنا ومبغضا لمبغضنا ، [أمسى محبّنا مغتبطا] (٨) برحمة من الله كان منتظرها (٩). وأمسى عدوّنا يؤسّس بنيانه على شفا جرف هار ، فكأنّ ذلك الشّفا قد انهار به في نار جهنّم.
وبإسناده (١٠) إلى أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ أنّه قال : ليس عبد من عباد الله ممّن امتحن الله قلبه بالإيمان ، إلّا وهو يجد مودّتنا على قلبه ، فهو محبّنا. وليس عبد من عباد الله ممّن سخط الله عليه ، إلّا وهو يجد بغضنا على قلبه ، فهو مبغضنا. فأصبح محبّنا ينتظر الرّحمة ، وكأنّ أبواب الرّحمة قد فتحت له ، وأصبح مبغضنا على شفا جرف هار ، فانهار به في نار جهنّم فهنيّئا لأهل الرّحمة رحمتهم ، وهنيئا (١١) لأهل النّار مثواهم.
وبإسناده (١٢) إلى صالح بن ميثم التمّار ـ رحمه الله ـ قال : وجدت في كتاب ميثم
__________________
(١) تفسير القمي ١ / ٣٠٥.
(٢) مصباح الشريعة / ٤٥٣ ـ ٤٥٤.
(٣) المصدر : كل عبادة غير مؤسسة على التقوى.
(٤) ليس في المصدر : من الله.
(٥) كذا في المصدر. وفي النسخ : «يأخذه» بدل «يأخذه بأس».
(٦) أمالي الطوسي ١ / ١١٢.
(٧) المصدر : خنيس بن المعتمر.
(٨) من المصدر.
(٩) المصدر : ينتظرها.
(١٠) أمالي الطوسي ١ / ٣٢.
(١١) المصدر : تعسا.
(١٢) أمالي الطوسي ١ / ١٤٧ ـ ١٤٨.