كثير وعليه ثياب مزيّنة (١) حسان.
فقال : يا أبا عبد الله ، إنّك من أهل بيت النبوّة وكان أبوك وكان. فما لهذه الثياب المزيّنة (٢) عليك؟ فلو لبست دون هذه الثّياب.
فقال له ـ عليه السّلام ـ : ويلك ، يا عبّاد ، (مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ). إنّ الله ـ عزّ وجلّ ـ إذا أنعم على عبد نعمة ، أحبّ أن يراها عليه ليس بها بأس. ويلك ، يا عبّاد ، إنّما أنا بضعة من رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ فلا تؤذني (٣).
وكان عباد يلبس ثوبين من قطن (٤).
وعنه ـ عليه السّلام (٥) ـ أنّه قيل له : أصلحك الله ، ذكرت أنّ عليّ بن أبي طالب ـ عليه السّلام ـ كان يلبس الخشن ، يلبس القميص بأربعة دراهم وما أشبه ذلك ، ونرى عليك اللّباس الجيّد.
فقال له ـ عليه السّلام ـ : إنّ عليّ بن أبي طالب ـ عليه السّلام ـ كان يلبس ذلك في زمان لا ينكر. ولو لبس مثل ذلك اليوم ، لشهّر به. فخير لباس كلّ زمان لباس أهله. غير أنّ قائمنا ـ عليه السّلام ـ إذا قام ، لبس لباس عليّ وسار بسيرته.
سهل بن زياد (٦) ، عن محمّد بن عيسى ، عن العبّاس بن هلال الشّامي مولى أبي الحسن ـ عليه السّلام ـ ، عنه قال : قلت : جعلت فداك ، ما أعجب إلى النّاس من يأكل الجشب ويلبس الخشن ويتخشّع.
فقال : أما علمت أنّ يوسف النّبيّ ـ عليه السّلام ـ [نبي ابن نبي] (٧) كان يلبس أقبية الدّيباج مزرورة (٨) بالذّهب ، ويجلس في مجالس آل فرعون ويحكم. فلم يحتج النّاس إلى لباسه ، وإنّما احتاجوا إلى قسطه. وإنّما يحتاج من الإمام إلى أن إذا قال صدق ، وإذا وعد أنجز ، وإذا حكم عدل. إنّ الله لم يحرّم طعاما ولا شرابا من حلال ، وإنّما
__________________
(١) المصدر : مرويّة. يعني المنسوب إلى مرو.
(٢) المصدر : المرويّة.
(٣) كذا في المصدر : وفي النسخ : فلا تؤذوني.
(٤) المصدر : «قطريّين» بدل «من قطن».
(٥) الكافي ٦ / ٤٤٤ ، ح ١٥ باختصار سنده.
(٦) الكافي ٦ / ٤٥٣ ـ ٤٥٤ ، ح ٥. وفي بعض نسخ المصدر : حميد بن زياد.
(٧) من المصدر.
(٨) كذا في المصدر. وفي النسخ : مزورة.