المشترطة في صحة الجماعة.
واحترز بالصف الأول عمن إلى جانبيه في الصف المتأخر عنه ، فإن صلاتهم صحيحة على ما صرّح به الشيخ فيما حكاه عنه في الذكرى (١) ، مصرّحا هو به أيضا ، وفاقا له ولصريح الفاضل في التذكرة ونهاية الإحكام والمنتهى (٢) ، وتبعهم في المدارك (٣) من غير نقل خلاف فيه أصلا حتى من الماتن هنا وفي الشرائع والفاضل في التحرير (٤) ، بانيا على أن المراد من العبارة التي اتفقت عليه الكتب الثلاثة ـ ولو بتغيير ما لا يخلّ بمقصودنا ـ ما فهمناه ، لا ما ربما يفهم منها من أن المراد بالصف الأول هو الصف المتأخر عن الإمام ، فتدل على فساد صلاة من على يمين مقابل الإمام ويساره منه.
ووجه البناء هو أن المتبادر ممن إلى الجانب إنما هو الذي يحاذي يمين الإمام ويساره بحيث يحاذي منكبيه حقيقة ، لا من يكون إلى جانبيه في الصف المتأخر عنه ، ولا وجه لفهم هذا منه إلاّ التقييد بقوله : في الصف الأول.
وليس فيه منافاة لما ذكرناه بعد ظهور إطلاقه حقيقة على الصف الذي فيه الإمام قطعا ، وإنما أتى به تأكيدا ودفعا لتوهم فهم من إلى جانبيه في الصف المتأخر منه ، لغلبة إطلاق من إلى جانبيه عليه أيضا ولو مجازا.
ويشهد لما فهمنا ـ تبعا للمدارك ـ زيادة على ما ذكرنا : ملاحظة ما ذكره شيخنا الشهيد الثاني (٥) والمحقّق الثاني في شرحهما لعبارة الشرائع ، فإنّ عبارتهما صريحة في ذلك ، وفي فتواهما به مع عدم نقل مخالف مشعرين بعدم
__________________
(١) الذكرى : ٢٧٢.
(٢) التذكرة ١ : ١٧٣ ، نهاية الإحكام ٢ : ١٢٢ ، المنتهى ١ : ٣٦٤ ، ٣٦٥.
(٣) المدارك ٤ : ٣٧٦.
(٤) الشرائع ١ : ١٢٦ ، التحرير ١ : ٥١.
(٥) المسالك ١ : ٤٥.