وجه الاستدلال أنها عطفت صلاة العصر على الصلاة الوسطى ، والمعطوف عليه قبل المعطوف ، والذي قبل العصر هي صلاة الظهر.
السادس : روي أنّ قوما كانوا عند زيد بن ثابت ، فأرسلوا إلى أسامة بن زيد ، وسألوه عن الصّلاة الوسطى ، فقال : هي صلاة الظهر (١) كانت تقام في الهاجرة.
السابع : روي في الحديث أن أول إمامة جبريل ـ عليهالسلام ـ كانت في صلاة الظهر (٢) ، فدلّ على أنّها أشرف ، فكان صرف التّأكيد إليها أولى.
الثامن : أنّ صلاة الجمعة هي أشرف الصّلوات ، وهي صلاة الظهر فصرف المبالغة إليها أولى روى الإمام أحمد ، وصحّحه : أنّ النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ سئل عن الصلاة الوسطى [فقال] العصر (٣). وروى أحمد ، والترمذيّ ، وصحّحه : أن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ سئل عن صلاة الوسطى فقال : «حافظوا على الصّلوات والصّلاة الوسطى وصلاة العصر» ثم نسخت هذه الكلمة ، وبقي قوله : (وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ)(٤).
فإن قيل قد روي أنّ عائشة أمرت أن يكتب لها مصحف ، وقالت للكاتب : إذا بلغت قوله تعالى : (وَالصَّلاةِ الْوُسْطى) فآذنّي ، فلما وصل الكاتب إلى قوله تعالى : (وَالصَّلاةِ الْوُسْطى) آذنها فأمرته أن يكتب : «وصلاة العصر» وقالت : هكذا سمعته من رسول اللهصلىاللهعليهوسلم(٥).
__________________
(١) تقدم.
(٢) أخرجه أحمد (٣ / ٣٣٠) والترمذي (١ / ٢٨١ ـ ٣٨٣) كتاب الصلاة : باب ما جاء في مواقيت الصلاة حديث (١٥٠) والنسائي (١ / ٢٥٥) والدارقطني (١ / ٢٥٧) والحاكم (١ / ١٩٥) والبيهقي (١ / ٣٦٨) من حديث وهب بن كيسان عن جابر بن عبد الله «أن النبي صلىاللهعليهوسلم جاءه جبريل عليهالسلام فقال له قم فصلّه فصلى الظهر حين زالت الشمس ...».
وقال الترمذي : حسن صحيح غريب.
وقال : حديث جابر في المواقيت قد رواه عطاء بن أبي رباح وعمرو بن دينار وأبو الزبير عن جابر بن عبد الله عن النبي صلىاللهعليهوسلم نحو حديث وهب بن كيسان عن جابر ... وقال محمد ـ يعني البخاري ـ أصح شيء في المواقيت حديث جابر عن النبي صلىاللهعليهوسلم ا ه وقال الحاكم : هذا حديث صحيح مشهور ووافقه الذهبي.
(٣) أخرجه أحمد (٥ / ٧ ، ١٢ ، ١٣) والترمذي رقم (١٨٢) والطحاوي في «شرح معاني الآثار» (١ / ١٠٣) والبيهقي (١ / ٤٦٠) والطبري في «تفسيره» (٥ / ١٨١).
وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (١ / ٥٤٠) وزاد نسبته لعبد بن حميد وابن أبي شيبة والطبراني.
(٤) أخرجه مسلم (٣ / ١٣٩ ـ نووي) كتاب المساجد ومواضع الصلاة : باب الدليل لمن قال الصلاة الوسطى صلاة العصر حديث (٢٠٨ ـ ٦٣٠) من حديث البراء بن عازب.
(٥) أخرجه مسلم (٣ / ١٣٨ ـ نووي) كتاب المساجد ومواضع الصلاة ؛ باب الدليل لمن قال الصلاة الوسطى صلاة العصر (٢٠٧ / ٦٢٩) والترمذي (٥ / ٢٠٢) رقم (٢٩٨٢) من حديث أبي يونس مولى عائشة عنها به.
وقال الترمذي : حسن صحيح.