لي» ؛ فأوحى الله إليه : إنّي جعلت حياتهم إليك ، فقال حزقيل : احيوا بإذن الله تعالى ؛ فعاشوا (١).
قال مجاهد : إنهم قالوا حين أحيوا : سبحانك ربنا ، وبحمدك لا إله إلّا أنت ، فرجعوا إلى قومهم ، وعاشوا دهرا طويلا وسحنة الموت على وجوههم ، لا يلبسون ثوبا إلّا عاد دنسا مثل الكفن ، حتى ماتوا لآجالهم التي كتب لهم (٢).
قال ابن عباس : إنّها لتوجد اليوم في ذلك السّبط من اليهود تلك الرّيح (٣).
قال الحسن : أماتهم الله قبل آجالهم عقوبة لهم ، ثم بعثهم إلى بقيّة آجالهم (٤).
قال ابن العربيّ : أماتهم الله عقوبة لهم ، ثم أحياهم ، وميتة العقوبة بعدها حياة ، وميتة الأجل لا حياة بعدها.
قوله تعالى : (فَقالَ لَهُمُ اللهُ مُوتُوا).
قال ابن الخطيب (٥) : قيل : هو من قوله : (إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْءٍ إِذا أَرَدْناهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) [النحل : ٤٠] والمراد سرعة وقوع المراد ، ولا قول هناك.
وقيل : أمر الرّسول أن يقول لهم : «موتوا» أو الملك ، والأوّل أقرب.
قوله تعالى : (ثُمَّ أَحْياهُمْ) يقتضي أنهم أحيوا بعد موتهم ، وذلك ممكن ، وقد أخبر الصّادق به ؛ فوجب القطع.
وقالت المعتزلة (٦) : إحياء الميّت فعل خارق للعادة ، ولا يجوز إظهاره إلا معجزة للنّبيّصلىاللهعليهوسلم.
قال ابن الخطيب (٧) : وأصحابنا يجوّزون خرق العادة كرامة للأولياء ، ولغير ذلك.
قالت المعتزلة (٨) : وهذا الإحياء ، وقع في زمن حزقيل ببركة دعائه. وهاهنا بحث وهو أنّه قد ثبت بالدّليل أن المعارف تصير ضروريّة عند القرب من الموت ومعاينة الأهوال والشدائد ، فهؤلاء إن كانوا عاينوا تلك الأهوال الموجبة للعلم الضّروريّ ؛ وجب
__________________
(١) انظر : التفسير الكبير (٦ / ١٣٨) للفخر الرازي.
(٢) ذكره السيوطي في «الدر المنثور» (١ / ٥٥١ ـ ٥٥٢) عن مجاهد وعزاه لابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٣) ينظر : تفسير البغوي ١ / ٢٢٤.
(٤) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٥ / ٢٧٥) وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (١ / ٥٥٢) وزاد نسبته لعبد الرزاق وعبد بن حميد عن الحسن.
(٥) ينظر : تفسير الفخر الرازي ٦ / ١٣٩.
(٦) ينظر : المصدر السابق.
(٧) ينظر : المصدر السابق.
(٨) ينظر : المصدر السابق.