بسماع رواية من الامام (ع) وإلّا لدل على حجية قول كل عالم بشيء ولو من طريق السمع والبصر ، مع انه يصح سلب هذا العنوان من مطلق من احس شيئا بسمعه او بصره ، والمتبادر من وجوب سؤال اهل العلم بناء على ارادة التعبد بجوابهم هو سؤالهم عما هم عالمون به ويعدون من اهل العلم فى مثله فينحصر مدلول الآية فى التقليد ولذا تمسك به جماعة على وجوب التقليد على العامى.
ومن جملة الآيات قوله تعالى فى سورة البراءة (وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ) مدح الله عزوجل رسوله بتصديقه للمؤمنين بل قرنه (١) بالتصديق بالله جل ذكره فاذا كان التصديق حسنا يكون واجبا ويزيد فى تقريب الاستدلال وضوحا ما رواه فى فروع الكافى فى الحسن بابن هاشم (٢) انه كان لاسماعيل بن ابى عبد الله (ع) دنانير واراد رجل من قريش ان يخرج بها الى اليمن فقال له ابو عبد الله (ع) يا بنى اما بلغك انه يشرب الخمر قال سمعت الناس يقولون فقال يا بنى ان الله عزوجل يقول (يُؤْمِنُ بِاللهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ) يقول يصدق الله ويصدق للمؤمنين فاذا شهد عندك المسلمون فصدقهم.
ويرد عليه (٣) ان المراد من التصديق فى الآية ليس جعل مخبر به واقعا وترتيب جميع
__________________
١ ـ لانه يشهد بكون المراد بتصديق المؤمنين تصديقا حقيقيا كتصديقه تعالى فالمراد بالتصديق اما التصديق الجزمى او لتصديق الظاهرى اعنى ترتيب آثار الواقع على ما اخبروا به بالغاء احتمال الخلاف (م ق)
٢ ـ يعنى كون الخبر حسنا وغير صحيح بواسطة ابراهيم بن هاشم فانه وإن كان من العلماء ومن شيوخ الكلينى قده إلّا انه لم يوثق على طريقة توثيق سائر الرواة فلم يطلق على خبره عنوان الصحيح (ش)
٣ ـ حاصله انه مع تسليم ظهور الآية فى التصديق الظاهرى بمعنى تنزيل المخبر به منزلة الواقع لكن نقول ان هنا صوارف عن هذا الظهور وهى تعين كون المراد به هو التصديق الصورى منها كونه اذن خير لجميع الناس ومنها ما نقله من الاخبار ومنها العدول