المقصد الثانى فى الظن
والكلام فيه يقع فى مقامين : احدهما فى امكان التعبد به عقلا (١) والثانى فى وقوعه عقلا او شرعا.
اما الاول : فاعلم ان المعروف هو امكانه ويظهر من الدليل المحكى عن ابن قبة (٢) فى استحالة العمل بالخبر الواحد عموم المنع لمطلق الظن فانه استدل على مذهبه بان العمل به موجب لتحليل الحرام وتحريم الحلال اذ لا يؤمن ان يكون ما اخبر بحليته حراما وبالعكس ؛ وهذا الوجه كما ترى جار فى مطلق الظن بل فى مطلق الامارة الغير العلمية وان لم يفد الظن. واستدل المشهور على الامكان
__________________
١ ـ ليس النزاع فى المقام فى امكانه الذاتى لبداهة قابلية الظن لان يلزم باتباعه بل النزاع فى الامكان بمعنى عدم لزوم محال من فرض وجوده ويسمى بالامكان الوقوعى ويقابله الامتناع بمعنى لزومه منه (م ـ ط)
٢ ـ قبة بكسر القاف وفتح الباء مع التخفيف : هو ابو جعفر محمد بن عبد الرحمن الرازى متكلم عظيم القدر حسن العقيدة قوى الكلام ، كان من المعتزلة فتبصر وانتقل (صه).