استشهاد الامام (ع) بها لوجوب النفر لمعرفة الامام بعد موت الامام السابق (ع) وعمومات طلب العلم هو وجوب معرفة الله جل ذكره ومعرفة النبى صلىاللهعليهوآلهوسلم والامام ومعرفة ما جاء به النبى (ص) على كل قادر يتمكن من تحصيل العلم فيجب الفحص حتى يحصل اليأس فان حصل العلم بشيء من هذه التفاصيل اعتقد وتدين وإلّا توقف ولم يتدين بالظن لو حصل له.
ومن هنا قد يقال ان الاشتغال بالعلم المتكفل لمعرفة الله ومعرفة اولياته عليهمالسلام اهم من الاشتغال بعلم المسائل العملية بل هو المتعين لان العمل يصح عن تقليد فلا يكون الاشتغال بعلمه الا كفائيا بخلاف المعرفة هذا.
ولكن الانصاف عمن جانب الاعتساف يقتضى الاذعان بعدم التمكن من ذلك إلّا للاوحدى من الناس لان المعرفة المذكورة لا يحصل إلّا بعد تحصيل قوة استنباط المطالب من الاخبار وقوة نظرية اخرى لئلا يأخذ بالاخبار المخالفة للبراهين العقلية ومثل هذا الشخص مجتهد فى الفروغ قطعا فيحرم عليه التقليد ، ودعوى جوازه له للضرورة ليس باولى من دعوى جواز ترك الاشتغال بالمعرفة التى لا يحصل غالبا بالاعمال المبتنية على التقليد هذا اذا لم يتعين عليه الإفتاء والمرافعة لاجل قلة المجتهدين واما فى مثل زماننا فالامر واضح ولا تغتر (ح) بمن قصر استعداده او همته عن تحصيل مقدمات استنباط المطالب الاعتقادية الاصولية والعملية عن الادلة العقلية والنقلية فيتركها مبغضا لها لان الناس اعداء ما جهلوا ويشتغل بمعرفة صفات الرب جل ذكره واوصاف حججه صلوات الله وسلامه عليهم ينظر فى الاخبار لا يعرف به من الفاظها الفاعل من المفعول فضلا عن معرفة الخاص من العام وينظر فى المطالب العقلية لا يعرف به البديهيات منها ويشتغل فى خلال ذلك بالتشنيع على حملة الشريعة العملية ويستهزئ بهم بقصور الفهم وسوء النية (فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْباءُ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ.)
هذا كله حال وجوب المعرفة مستقلا واما اعتبار ذلك فى الاسلام او الايمان فلا دليل عليه