المعنى الظاهر من الشك فى الشيء وهذا هو المتعين لان ارادة الاعم من الشك فى وجود الشيء والشك الواقع فى الشيء الموجود فى استعمال واحد غير صحيح وكذا ارادة خصوص الثانى لان مورد غير واحد من تلك الاخبار هو الاول ولكن يبعد ذلك فى ظاهر موثقة محمد بن مسلم من جهة قوله فامضه كما هو بل لا يصح ذلك (١) فى موثقة ابن ابى يعفور كما لا يخفى لكن الانصاف امكان تطبيق موثقة محمد بن مسلم على ما فى الروايات واما هذه الموثقة فسيأتى توجيهها على وجه لا يعارض الروايات إن شاء الله تعالى.
الموضع الثانى ان المراد بمحل الفعل المشكوك فى وجوده هو الموضع الذى لو اتى به فيه لم يلزم منه اختلال فى الترتيب المقرر وبعبارة اخرى محل الشيء هى مرتبته المقررة له بحكم العقل او بوضع الشارع او غيره ولو كان نفس المكلف من جهة اعتياده باتيان ذلك المشكوك فى ذلك المحل فمحل تكبيرة الاحرام قبل الشروع فى الاستعادة لاجل القراءة بحكم الشارع وكلمة اكبر قبل تخلل الفصل الطويل بينه وبين لفظ الجلالة بحكم الطريقة المألوفة فى نظم الكلام ومحل الراء من اكبر قبل ادنى فصل يوجب الابتداء بالساكن بحكم العقل ومحل غسل الجانب الايسرا او بعضه فى غسل الجنابة لمن اعتاد الموالاة فيه قبل تخلل فصل يخل بما اعتاده من الموالاة.
هذا كله مما لا اشكال فيه الا الاخير فانه ربما يحتمل انصراف اطلاق الاخبار الى غيره مع ان فتح هذا الباب بالنسبة الى العادة يوجب مخالفة اطلاقات كثيرة فمن اعتاد الصلاة فى اول وقتها او مع الجماعة فشك فى فعلها بعد ذلك فلا يجب عليه الفعل وكذا من اعتاد فعل شيء بعد الفراغ من الصلاة فرأى نفسه فيه وشك فى فعل
__________________
١ ـ لصراحتها فى اعتبار كون الشك فى بعض ما يعتبر فى الوضوء شرطا او شطرا فتكون صريحة فى الشك فى الصحة ، وقوله امكان تطبيق : بان يراد بقوله امضه كما هو هو البناء على وقوعه على ما ينبغى لا كون الواقع واقعا على ما ينبغى (م ق)