حقيقة ومعنى النسخ انتهاء مدة الحكم المعلومة اجمالا.
فان قلت لعل مناظرة الكتابى فى تحقق الغاية المعلومة وان الشخص الجائى هو المبشر به ام لا فيصح تمسكه بالاستصحاب قلت المسلم هو الدين المغيى بمجيئى هذا الشخص الخاص لا بمجيئى موصوف كلى حتى يتكلم فى انطباقه على هذا الشخص ويتمسك بالاستصحاب.
الخامس ان يقال انا معاشر المسلمين لما علمنا ان النبى السالف اخبر بمجيئى نبينا صلىاللهعليهوآلهوسلم وان ذلك كان واجبا عليه ووجوب الاقرار به والايمان به متوقف على تبليغ ذلك الى رعيته ، صح لنا ان نقول ان المسلم نبوة النبى السالف على تقدير تبليغ نبوة نبينا (ص) والنبوة التقديرية لا تضرنا ولا تنفعهم فى بقاء شريعتهم.
ولعل هذا الجواب يرجع الى ما ذكره الامام ابو الحسن الرضا صلوات الله عليه فى جواب الجاثليق حيث قال له عليهالسلام ما تقول فى نبوة عيسى وكتابه هل تنكر منهما شيئا قال عليهالسلام انا مقر بنبوة عيسى وكتابه وما بشر به امته وأقر به الحواريون وكافر بنبوة كل عيسى لم يقر بنبوة محمد (ص) وكتابه ولم يبشر به امته ثم قال الجاثليق أليس نقطع الاحكام بشاهدى عدل قال عليهالسلام بلى قال الجاثليق فاقم شاهدين عدلين من غير اهل ملتك على نبوة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ممن لا ينكره النصرانية وسلنا مثل ذلك من غير اهل ملتنا قال عليهالسلام الآن جئت بالنصفة يا نصرانى ثم ذكر (ع) اخبار خواص عيسى (ع) بنبوة محمد (ص).
ولا يخفى ان الاقرار (١) بنبوة عيسى وكتابه وما بشر به امته لا يكون حاسما
__________________
١ ـ حاصله ان ما اقر به الامام من نبوة عيسى وكتابه والبشارة إن كان كل منهما اقرارا مستقلا لا يحسم مادة كلام الجاثليق اذ له ان يقول انه بعد الاقرار بالنبوة فلا يجديك دعوى اقرار عيسى (ع) بالبشارة الا عن دليل فما لم تقم الدليل فلا بد من ـ الاخذ بالاقرار الاول ، فمراد الامام (ع) ان الاقرار بنبوة عيسى (ع) ليس على اطلاقه بل على تقدير البشارة بمعنى ان من نقر بنبوته هو عيسى الذى بشر امته بنبوة نبينا فالمقر به هى النبوة المتعلقة بهذا الموصوف على تقدير وجود هذه الصفة فيه (م ق)