استحق الشفعة الورثة.
ويحتمل الموصى له إن قلنا انه يملك بالموت ، فإذا قبل الوصية استحق المطالبة ، لأنّا تبينا أن الملك كان له ، ولا يستحق المطالبة قبل القبول ولا الوارث ، لأنّا لا نعلم أن الملك له قبل الرد.
______________________________________________________
القبول استحق الشفعة الورثة ، ويحتمل الموصى له إن قلنا انه يملك بالموت ، فإذا قبل الوصية استحق المطالبة لأنا تبينا أن الملك كان له )
أي : لو وصّى من له شقص لزيد به ثم مات ، فباع الشريك حصته من آخر قبل قبول الموصى له ورده ففي مستحق الشفعة قولان :
أحدهما : انه الورثة ، لأن المالك ينتقل إليهم بالموت ، ولا يستحق الموصى له إلا بالقبول.
والثاني : أن المستحق هو الموصى له.
والحاصل أن بناء القولين على أن قبول الوصية ناقل أو كاشف ، فإن قلنا بالأول فالملك إنما يحدث بعده ، فالمالك قبله حقيقة هو الورثة فالشفعة لهم. وإن قلنا بالثاني فالملك ثبت للموصى له بالموت وينكشف بالقبول ، كما أن عدمه ينكشف بالرد ، ومن ثم يحكم بالنماء المتجدد بين الموت والقبول للوارث على الأول وللموصى له على الثاني ، فعلى الثاني إذا قبل الوصية استحق المطالبة.
ويعتبر القبول على الفور لئلا تبطل الشفعة ، إذ لا يعد تأخيره عذرا ، والمعروف أن الأصح أن القبول كاشف وسيأتي تحقيقه إن شاء الله تعالى.
قوله : ( ولا يستحق المطالبة قبل القبول ولا الوارث ، لأنا لا نعلم أن الملك له قبل الرد ).
أي : لا يستحق الموصى له المطالبة قبل القبول بناء على الثاني ، لأن ملكه وإن ثبت بالموت لكن الكاشف عنه هو القبول فقبله لم يتحقق ملك. ولو