أمّا لو قال : غصبته ، ثم قال : أردت نفسه قبل. وكذا لو قال : غبنته ، لأنّه قد يغصب ويغبن في غير المال.
ولو قال : له عندي شيء لم يقبل بهما ، لإفادة اللام الملك.
______________________________________________________
قوله : ( أمّا لو قال : غصبته ، ثم قال : أردت نفسه قبل ، وكذا لو قال : غبنته ، لأنّ الإنسان قد يغصب ويغبن في غير المال ).
قيل : هذا التعليل مناف لما سبق من الاشكال الناشئ من الاختلاف في تفسير الغصب.
ويجاب : بأنّ الّذي حكيناه عن التذكرة في توجيه الإشكال يقتضي عدم المنافاة ، لأنّ منشأ الاشكال حينئذ ليس هو الاختلاف في تعريف الغصب.
فإن قيل : هذا وإن لم يناف الاشكال المذكور على ما ذكرت فإنّه مناف لتفسير الغصب.
قلنا : إنّما يجب حمل الغصب على المال إذا اقتضاه الكلام ولم يحتج الى تقدير شيء ، وليس كذلك هنا فإن : ( غصبته ) إنّما يكون محمولا على المال إذا كان فيه محذوف فوجب حمل الغصب على مجازه ، لأنّه أولى من الإضمار ، فإنّهما وإن كانا متساويين إلا أنّ الأصل براءة الذمّة ، والغبن ليس من لوازم المال ، روي : « إن من استوى يوماه فهو مغبون » (١) ، وقول المصنف : ( وكذا لو قال : غبنته ) معناه : قال ذلك وفسره بغبنه إياه في نفسه.
قوله : ( ولو قال : له عندي شيء لم يقبل بهما لإفادة اللام الملك ).
المراد : لم يقبل بالخمر والخنزير ، ويمكن أن يراد : لم يقبل بغصب نفسه أو
__________________
(١) معاني الاخبار : ٣٤٢.