ولو وقف قبل تفسيره بجزء درهم ،
______________________________________________________
به التقدير باعتبار المعنى ، لأن البدل إن كان بدلا صناعيا لم يستقم كون التقدير لفظا هكذا أو يراد البدل معنى.
وأما إذا جره فوجه لزوم ما ذكره المصنف أصالة البراءة مما سوى ذلك ، وأن هذا تفسيره بجزء درهم يحتمله قوله احتمالا لا ينافي قوانين اللسان وهو الأصح ، فيرجع إليه في تفسير الجزء لكونه مبهما.
والقول بلزوم مائة قول الشيخ رحمهالله في المبسوط ، ووجهه : أن كذا كناية عن العدد ، ودرهم بالجر تمييز له ، وأقل عدد مفرد يكون مميزه مجرورا مائة (١) ، وضعفه معلوم مما سبق.
قال في التذكرة : ولا فرق بين أن يقول : عليّ كذا درهم صحيح أو لا يقول لفظة صحيح ، وبعضهم فرّق بأنّه إذا قال : له عليّ كذا درهم صحيح بالجر لم يجز حمله على بعض درهم فتتعين المائة ، والحق أنه يلزمه درهم واحد (٢) هذا كلامه وهو صحيح ، لاحتمال أن يراد جزء درهم صحيح ونحوه ، فإن وصف الدرهم بكونه صحيحا يقتضي ثبوت الصحيح في الذمة.
ولقائل أن يقول : هذا وإن كان محتملا إلا أنه لا يلزم وجوب درهم كامل ، لأن وصف الدرهم بالصحيح لا يقتضي كون ما في الذمة درهما كاملا ، لجواز أن تكون كذا كناية عن بعض الدرهم ، فإنّ بعض الدرهم الصحيح قد يكون مستحقا لغير من يستحق باقيه ، وكذا كل صحيح من وسيف وحيوان ونحوها.
قوله : ( ولو وقف قبل تفسيره بجزء درهم ).
لأنه دائر بين الرفع والجر فيلزمه أقل الأمرين ، وأوجب بعضهم درهما ،
__________________
(١) المبسوط ٣ : ١٣.
(٢) التذكرة ٢ : ١٥٣.