ودمياط لا زرع ولا ضرع فأقمت اثنتى عشرة سنة وكان فى الناس خير وكان يخرج من مصر خلق كثير يرابطون بدمياط وكنت قد بنيت كوخا على شاطىء البحر وكنت أجىء فى الليل من تحت السور إذا أفطر المرابطون ورموا مما فى سفرهم أزاحم الكلاب على اللباب فآخذ كفايتى وكان هذا قوتى فى الصيف ، قالوا وفى الشتاء قال كنت بنيت كوخا من البردى آكل أسفله وأعمل فى الكوخ أعلاه فكان هذا قوتى إلى أن نوديت فى سرى يا أبا الخير نزعم أنك لا تشارك الخلق فى أقواتهم وتشير إلى التوكل وأنت فى وسط العالم جالس!! فقلت إلهى وسيدى ومولاى وعزتك لا مددت يدى إلى شىء أنبتته الأرض حتى تكون أنت الموصل إلى رزقى من حيث لا أكون أتولاه فأقمت اثني عشر يوما أصلى جالسا ثم عجزت عن الجلوس فرأيت أن أطرح نفسى لما ذهب من قوتى ، فقلت إلهى وسيدى فرضت على فرضا تسألنى عنه وضمنت لى رزقا تسوقه لى فتفضل على برزقى ولا تؤاخذنى بما عقدته معك وإذا بين يدى قرصتان وبينهما شىء ولم يذكر لنا ما كان ذلك الشىء ولم يسأله أحد من الجماعة ، قال : وكنت آخذه وقت حاجتى إليه من الليل إلى الليل ثم طولبت بالسفر إلى الثغر فدخلت إليه وكان يوم الجمعة فوجدت فى صحن الجامع قاصا يقص على الناس وحوله جماعة فوقفت بينهم أسمع ما يقول فذكر قصة زكريا عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام والمنشار وما كان من خطاب الله تعالى له حين هرب منهم فنادته شجرة إلى يا زكريا قانفرجت ودخلها وانطبقت عليه ولحقه العدو فناداهم إبليس إلى فهذا زكريا ثم امر عليه المنشار فنشرت الشجرة حتى بلغ المنشار إلى رأس زكريا فأن أنة فأوحى الله تعالى إليه يا زكريا إن أنيت ثانية لأمحونك من ديوان الأنبياء فمضى زكريا حتى نشر نصفين فقلت الهى وسيدى إن ابتليتنى لأصبرن وسرت