محمد بن إسماعيل المعروف بصاحب الدار وهو القبر البحرى من المفضل بن فضالة وليس عليه سقف.
وحكى عنه أنه بنى دارا حسنة وأتقن بناءها فلما فرغ جلس على بابها فدخل عليه ذو النون فقال له أيها المغرور اللاهى عن دار البقاء والسرور كيف لا تعمر دار مولاك فى دار الأمان دار لا يضيق فيها المكان ولا ينتزع منها السكان ولا يزعجها حوادث الزمان ولا تحتاج إلى بناء وطيان ويجتمع لهذه الدار حدود أربعة الحد الأول ينتهى إلى منازل الراجين والحد الثانى ينتهى إلى منازل الخائفين المحزونين والحد الثالث ينتهى إلى منازل المحبين والحد الرابع ينتهى إلى منازل الصابرين وبشرع إلى هذه الدار شارع إلى خيام مضروبة وقباب منصوبة على شاطىء أنهار الجنة فى ميادين قد شرفت وغرف قد زخرفت فيها سرر قد نصبت على فرش قد نضدت فيها أنهار وكثبان من المسك والزعفران قد عانقوا خيرات حسان وترجمة كتابتها هذا ما اشترى العبد المحزون من الرب الغفور اشترى منه هذه الدار بالتفكر من ذل المعصية إلى عز الطاعة فما على المشترى فيما اشترى من درك سوى نقض العهود والغفلة عن المعبود وشهد على ذلك البنيان وما نطق فى محكم القرآن قال الملك الديان (إِنَّ اللهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ) فلما سمع هذا الكلام أثر ذلك فى قلبه وباع هذه الدار وتصدق بثمنها على الفقراء والمحتاجين طلبا للدار التي وصفها له ذو النون وكتب كتابا وأوصى أن يجعل على صدره فى لحده ففعلوا ذلك ثم بعد مدة فتحوا قبره فوجدوا مكتوبا فى الكتاب قد وفينا ما ضمن عبدنا ذو النون.