العلم وأهله ويأتى مجالسهم وكان له فى كل يوم مائدة للخاص والعام وكان كثير الأفضال وافر الأنعام وكان له فى كل شهر ألف دينار يفرقها على الفقراء والمساكين وطلبة العلم فلما كان فى بعض الأيام أتاه وكيله الذى يتعاطى تفرقة ذلك وقال له يا مولانا إنه تأتينى امرأة وعليها الأزرفر وفى يدها الخاتم الذهب فتطلب منى فأعطيها فقال له من مد يده إليك فأعطه ، وكانت ولايته على مصر فى شهر رمضان سنة أربع وخمسين ومائتين وكانت ولايته سبع عشرة سنة وتوفى يوم الاثنين لثمانى عشرة ليلة خلت من ذى القعدة سنة سبعين ومائتين وله من العمر خمسون عاما وخلف من الأولاد الذكور سبعة عشر والاناث ست عشرة إمرأة وولى بعده إمرة مصر ولده أمير الجيوش خمارويه ، وإنما ذكرنا ذلك تكثيرا للفائدة وأما بناء جامعه ومدينته فان ذكر ذلك تقدم فى أول هذا الكتاب وهذه التربة هى أول زيارة هذه الجهة.
ثم بعدها من شقة الجبل التربة القوصونية (١) بها جماعة من أهل العلم والصلاح ثم تتوجه إلى تربة الشيخ ولى الدين الملوى بها جماعة من العلماء منهم الشيخ الامام العارف ولى الدين الملوى معدود من أكابر الفقهاء والمحدثين درس وأفتى وله الكتب المصنفة وهو متأخر الوفاة.
ومعه فى التربة الشيخ الصالح أبو عبد الله محمد الكلائى وبها أيضا الشيخ الإمام أبو الحسن الصقلى.
__________________
(١) وهذه التربة معروفة بالخانقاه القوصونية المنسوبة الى الأمير فوصون الساقى الناصرى صاحب الجامع بشارع السيوفية ـ ولكن هذا الخانتاه قد دثرت وبقيت منها مئذنتها وهى موجودة بصحراء سيدى جلال