فاقصدها فقد آن لك وقت الفتح ، فعلمت أن الرجل من أولياء الله تعالى وأنه يتستر بالمعيشة وإظهار الجهل فجلست بين يديه.
وقلت يا سيدى وأين أنا وأين مكة ولا أجد ركبا ولا رفيقا فى غير الحج فنظر إلى وأشار بيده وقال : هذه مكة أمامك ، فالتفت إلى الجهة التى أشار اليها فنظرت مكة شرفها الله تعالى فتركته وطلبتها فلم تبرح أمامى حتى دخلتها فى ذلك الوقت وجاءنى الفتح حين دخلتها.
قال رحمه الله تعالى ثم أقمت بواد بينه وبين مكة عشرة أيام للراكب المجد وكنت آتى منه كل يوم أصلى فى الحرم الشريف الصلوات الخمس ومعى سبع عظيم الخلقة يصحبنى ويقول : يا سيدى اركب فما ركبت قط ، ثم لما مضى على خمس عشرة سنة سمعت الشيخ البقال ينادى يا عمر ائت إلى القاهرة احضر وفاتى فأتيته مسرعا فوجدته قد احتضر فسلمت عليه فناولنى دنانير ذهب وقال لى جهزنى بهذه وافعل كذا وكذا ، وأعط حملة نعشى إلى القرافة كل واحد دينارا وتركنى على الأرض فى هذه البقعة وأشار بيده إليها وهى تحت المسجد المعروف بالعارض بالقرب من مراكع موسى.
وقال لى انتظر قدوم رجل يهبط إليك من الجبل فصل أنت وإياه على انتظر ما يفعله الله تعالى فى أمرى ، قال فتوفى إلى رحمة الله تعالى فجهزته كما أشار وحملته إلى البقعة المباركة كما أمرنى به فهبط إلى رجل كما يهبط الريح المسرع فلم أره يمشى على الأرض فعرفته بشخصه وكنت أراه يصفع قفاة فى الأسواق.
فقال لى يا عمر تقدم فصل بنا على الشيخ فصليت إماما ورأيت طيورا