وفي كتاب الخصال (١) ، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ قال : إنّ الله ـ تعالى ـ خلق الشهور اثني عشر شهرا. وهو ثلاثمائة وستّون يوما. فحجز (٢) منها ستّة أيّام خلق فيها السّموات والأرض ، فمن ثمّ تقاصرت الشّهور.
عن بكر بن عليّ (٣) بن عبد العزيز (٤) ، عن أبيه قال : سألت أبا عبد الله ـ عليه السّلام ـ عن السّنة ، كم يوما هي؟
قال : هي ثلاثمائة وستّون يوما. منها ستّة أيّام خلق الله فيها السّموات والأرض ، فطرحت من أصل السنّة ، فصارت السنّة ثلاثمائة وأربعة وخمسين يوما.
وفي تفسير العيّاشيّ (٥) ، عن الباقر ـ عليه السّلام ـ ما يقرب منه.
قيل (٦) : فإن قيل : إنّ الأيّام إنّما تتقدّر وتتمايز بحركة الفلك ، فكيف خلقت السّموات والأرض في الأيّام المتمايزة قبل تمايزها؟ قلنا : مناط تمايز الأيّام وتقدّرها ، إنّما هو حركة الفلك الأعلى دون السّموات السّبع [والمخلوق في الأيّام المتمايزة ، إنّما هو السموات السبع] (٧) والأرض وما بينهما [دون ما فوقها] (٨) ولا يلزم من ذلك خلاء لتقدّم الماء الّذي خلق منه الجميع على الجميع.
وفيه نظر. لأنّ مناط تقدّر الزّمان ، إنّما هو الفلك الأعلى. وأمّا مناط تقدّر الأيّام ، فإنّما هو الشّمس المنوط بغيره من الأفلاك. فافهم. وليعلم أنّ هذه الآية وأمثال هذه الأخبار من المتشابهات ، الّتي تأويلها عند الرّاسخين في العلم.
(ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ).
في كتاب الاحتجاج (٩) ، للطّبرسيّ ـ رحمه الله ـ : عن أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ : استوى تدبيره وعلا أمره.
وعن أبي الحسن موسى (١٠) ـ عليه السّلام ـ : استولى على ما رقّ (١١) وجلّ.
__________________
(١) الخصال / ٤٨٦ ، ح ٦٢.
(٢) المصدر : فحجر.
(٣) نفس المصدر / ٦٠٢ ، صدر ح ٧.
(٤) المصدر ، أ ، ب ، ر : عن بكر بن عليّ بن عبد العزيز.
(٥) تفسير العيّاشي ٢ / ١٢٠ ، ح ٧.
(٦) تفسير الصافي ٢ / ٢٠٤.
(١ و ٨) ـ من المصدر.
(٩) الاحتجاج ١ / ٣٧٣.
(١٠) نفس المصدر ٢ / ١٥٧.
(١١) المصدر : دقّ.