وفي علل الشّرائع (١) ، بإسناده إلى عمر بن عليّ : عن أبيه عليّ بن أبي طالب ـ عليه السّلام ـ. أنّه سئل : ممّا خلق الله ـ عزّ وجلّ ـ الذّرّ الّذي يدخل في كوّة البيت؟
فقال : إنّ موسى ـ عليه السّلام ـ لمّا (قالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ) قال الله ـ عزّ وجلّ ـ : إن استقرّ الجبل لنوري ، فإنّك ستقوى (٢) على أن تنظر إليّ. وإن لم يستقرّ ، فلا تطيق إبصاري لضعفك. فلمّا تجلّى الله للجبل تقطّع ثلاث قطع : قطعة ارتفعت في السّماء ، وقطعة ساخت في (٣) تحت الأرض ، وقطعة تفتّت (٤). فهذا الذرّ من ذاك الغبار ، غبار الجبل.
ويأتي ، أنّه تقطّع فصار رميما.
(وَخَرَّ مُوسى صَعِقاً) : مغشيا عليه من هول ما رأى.
(فَلَمَّا أَفاقَ قالَ) : تعظيما لما رأى.
(سُبْحانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ) : من الجرأة ، والإقدام على مثل هذا السّؤال.
(وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ) (١٤٣) : بأنّك لا ترى.
وفي مجمع البيان (٥) : عن الصّادق ـ عليه السّلام ـ : معناه : أنا أوّل من آمن بك (٦) ، وصدّق بأنّك لا ترى.
وفي عيون الأخبار (٧) ، في باب ذكر مجلس الرّضا ـ عليه السّلام ـ عند المأمون في عصمة الأنبياء ـ عليهم السّلام ـ : حدّثنا الحسين بن عبد الله القرشيّ (٨) قال : حدّثني أبي ، عن أحمد (٩) بن سليمان النّيشابوريّ ، عن عليّ [بن محمد] (١٠) بن الجهم قال : حضرت مجلس المأمون ، وعنده الرّضا ـ عليه السّلام ـ.
فقال له المأمون : يا ابن رسول الله ، أليس من قولك : إنّ الأنبياء معصومون؟
قال : بلى.
قال : فما معنى قول الله ـ عزّ وجلّ ـ إلى أن قال : فما معنى قول الله ـ عزّ وجلّ ـ :
__________________
(١) علل الشرائع / ٤٩٧ ، ح ١.
(٢) كذا في المصدر. وفي النسخ : تقوى.
(٣) المصدر : غاصت في.
(٤) هكذا في المصدر ، وفي النسخ : بقيت.
(٥) مجمع البيان ٢ / ٤٧٩.
(٦) ليس في المصدر : يك.
(٧) عيون الأخبار ١ / ٢٠٠ ـ ٢٠١ ضمن ح ١.
(٨) المصدر ، جامع الرواة ١ / ١٣٣ : تميم بن عبد الله بن تميم القرشيّ.
(٩) المصدر : حمدان.
(١٠) من المصدر.