أذّن جبرئيل وأقام ، وجمع النّبيّين والصّدّيقين والشّهداء والملائكة ، وتقدّمت وصلّيت بهم.
فلمّا انصرفت ، قال جبرئيل : قل لهم : بم تشهدون؟
قالوا : نشهد ، أن لا إله إلّا الله ، وأنّك رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ ، وأنّ عليّا أمير المؤمنين.
وروى أخطب خوارزم حديثا مسندا ، يرفعه إلى سعيد بن جبير : عن ابن عبّاس قال : كان رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ في بيته ، فغدا عليه عليّ بن أبي طالب بالغداة ، وكان يحبّ أن لا يسبقه إليه أحد. فدخل ، فإذا النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ في صحن الدّار ، وإذا رأسه في حجر دحية.
فقال : السّلام عليك ، كيف أصبح رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ؟
فقال له دحية : وعليك السّلام ، أصبح بخير ، يا أخا رسول الله.
فقال له عليّ : جزاك الله عنّا أهل البيت خيرا.
فقال له دحية : إنّي أحيّيك (١) وإن لك عندي مدحة أزفّها إليك ، أنت أمير المؤمنين ، وقائد الغرّ المحجّلين. وأنت سيّد ولد آدم ما خلا النّبيّين والمرسلين. لواء الحمد بيدك يوم القيامة ، تزفّ أنت وشيعتك مع محمّد وحزبه إلى الجنان. قد أفلح من تولّاك ، وخسر من قلاك (٢). محبّو محمّد محبّوك ، ومبغضوه مبغضوك. لن تنالهم شفاعة محمّد ـ صلّى الله عليه وآله ـ. ادن منّي ـ يا (٣) صفوة الله ـ وخذ رأس ابن عمّك ، فأنت أحقّ به منّي.
فأخذ رأس رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ.
فانتبه ، وقال : ما هذه الهمهمة؟
فأخبره الخبر.
فقال : لم يكن دحية ، وإنّما كان جبرئيل. سمّاك باسم سمّاك الله. وهو الّذي ألقى محبّتك في صدور المؤمنين ، ورهبتك في صدور الكافرين.
وروى الشّيخ الفقيه محمّد بن جعفر ـ رحمه الله ـ حديثا مسندا : عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ لعليّ ـ عليه السّلام ـ : يا عليّ ، طوبى لمن أحبّك
__________________
(١) المصدر : أحبّك.
(٢) المصدر : تخّلاك.
(٣) ليس في المصدر.