(وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ) (٢٤) : لا يرشدهم. وفي الآية تشديد عظيم ، وقلّ من يتخلّص منه.
وفي تفسير عليّ بن إبراهيم (١) : لمّا أذّن أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ بمكّة ، أن لا يدخل المسجد الحرام مشرك بعد ذلك العام ، جزعت قريش جزعا شديدا وقالوا : ذهبت تجارتنا ، وضاع عيالنا ، وخربت دورنا (٢). فأنزل الله ـ عزّ وجلّ ـ في ذلك : قل يا محمّد : «إن كان آباؤكم» (الآية).
وفي الحديث (٣) : لا يجد أحدكم طعم الإيمان ، حتّى يحبّ في الله ويبغض في الله.
وفي نهج البلاغة (٤) : ولقد كنّا مع رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ نقتل (٥) آباءنا وأبناءنا وإخواننا وأعمامنا. ما يزيدنا ذلك إلّا إيمانا وتسليما ، ومضيّا على اللّقم (٦) ، وصبرا (٧) على مضض الألم ، وجدّا على جهاد العدوّ.
(لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ) ، يعني : مواطن الحرب ، وهي مواقعها.
وفي تفسير العيّاشيّ (٨) : يوسف بن سخت قال : اشتكى المتوكّل شكاة شديدة.
فنذر لله ، إن شفاه الله يتصدّق بمال كثير. فعوفي من علّته. فسأل أصحابه عن ذلك ، فأعلموه أنّ أباه تصدّق بثمانية ألف ألف درهم ، وأن أراه تصدّق (٩) بخمسة ألف ألف درهم. فاستكثر ذلك.
فقال يحيى بن أبي منصور المنجّم : لو كتبت إلى ابن عمّك ـ يعني : أبا الحسن عليه السّلام ـ فيسأل.
فأمر أن يكتب له.
فكتب أبو الحسن : تصدّق بثمانين درهم.
فقالوا : هذا غلط ، سلوه من أين قال هذا؟
فكتب : قال الله لرّسوله : (لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ). والمواطن الّتي
__________________
(١) تفسير القميّ ١ / ٢٨٤.
(٢) كذا في المصدر. وفي النسخ : دورا.
(٣) تفسير الصّافي ٢ / ٣٢٩.
(٤) نهج البلاغة / ٩١ ـ ٩٢.
(٥) كذا في المصدر. وفي النسخ : فقتل.
(٦) كذا في المصدر. وفي النسخ : الهم. ولقم الطريق : الجادّة الواضحة.
(٧) كذا في المصدر. وفي النسخ : سيروا.
(٨) تفسير العيّاشي ٢ / ٨٤.
(٩) كذا في المصدر. وفي النسخ : تتصدّق.