(فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ). وهو الّذي سمّي لملك الموت في ليلة القدر.
وفي الكافي (١) : عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن بكر بن محمّد الأزديّ ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال : (إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ) إلى قوله : «تعملون» (٢). قال : تعد (٣) السّنين ، ثمّ تعد (٤) الشّهور ، ثمّ تعد الأيّام ، ثمّ تعد النّفس (فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ).
وفي كتاب التّوحيد (٥) : حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال : حدّثنا أحمد بن يحيى بن زكريّا القطّان قال : حدّثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال : حدّثنا عليّ بن زياد قال : حدّثنا مروان بن معاوية ، عن الأعمش ، عن أبي حسّان (٦) التّيميّ ، عن أبيه ، وكان مع عليّ ـ عليه السّلام ـ يوم صفّين ، وفيما بعد ذلك قال : بينما عليّ بن أبي طالب ـ عليه السّلام ـ يعبّأ الكتائب يوم صفّين ومعاوية مستقبله على فرس له يتأكّل له (٧) تحته تأكّلا وعليّ ـ عليه السّلام ـ على فرس رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ المرتجز وبيده حربة رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ وهو متقلّد سيفه ذا الفقار ، فقال رجل من أصحابه : احترس ، يا أمير المؤمنين. فإنّا نخشى أن يغتالك هذا الملعون.
فقال ـ عليه السّلام ـ : لئن قلت ذلك إنّه غير مأمون على دينه ، وأنّه لأشقى (٨) القاسطين وألعن الخارجين على الأئمّة المهتدين ، ولكن كفى بالأجل حارسا. إنّه ليس أحد من النّاس إلّا ومعه ملائكة حفظة ، يحفظونه من أن يتردّى في بئر أو يقع عليه حائط أو يصيبه سوء. فإذا جاء (٩) أجله ، خلّوا بينه وبين ما يصيبه. وكذا إذا حان أجلي ، انبعث أشقاها فخضّب هذه من هذا ـ وأشار إلى لحيته ورأسه ـ عهدا معهودا ووعدا غير مكذوب.
وبإسناده إلى الأصبغ بن نباتة (١٠) قال : إنّ أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ عدل من عند حائط مائل إلى حائط آخر.
__________________
(١) الكافي ٣ / ٢٦٢ ، ح ٤٤.
(٢) الجمعة / ٨.
(١ و ٤) ـ كذا في المصدر. وفي النسخ : بعد.
(٥) التوحيد / ٣٦٧ ـ ٣٦٨ ، ح ٥.
(٦) المصدر : أبي حيّان.
(٧) ليس في المصدر : له.
(٨) كذا في المصدر : وفي ب : لأتقى. وفي سائر النسخ : لا يتقى.
(٩) المصدر : حان.
(١٠) التوحيد / ٣٦٩ ، ح ٨.