فقيل له : يا أمير المؤمنين ، أتفرّ من قضاء الله.
قال : [أفرّ من قضاء الله] (١) إلى قدر الله ـ عزّ وجلّ ـ.
وبإسناده إلى عمرو بن جميع (٢) ، عن جعفر بن محمّد قال : حدّثني أبي ، عن أبيه ، عن جدّه ـ عليهما السّلام ـ قال : دخل الحسين بن عليّ ـ عليهما السّلام ـ على معاوية.
فقال له : ما حمل أباك على أن قتل أهل البصرة ثمّ دار عشيا (٣) في طرقهم في ثوبين؟
فقال ـ عليه السّلام ـ : حمله على ذلك علمه أنّ ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وأنّ ما أخطأه لم يكن ليصيبه.
قال : صدقت.
قال : وقيل لأمير المؤمنين لمّا أراد قتال الخوارج : لو احترزت يا أمير المؤمنين.
فقال ـ عليه السّلام ـ :
أيّ يوميّ من الموت أفرّ |
|
يوم لم يقدر أو يوم قدر |
يوم لم يقدر لا أخشى الرّدى |
|
وإذا قدّر لم يغن الحذر |
وبإسناده (٤) إلى يحيى بن [أبي] (٥) كثير قال : قيل لأمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ : ألا نحرسك؟
قال : كلّ (٦) حرس كلّ امرئ أجله.
وبإسناده إلى سعيد بن وهب (٧) قال : كنّا مع سعيد بن قيس بصفّين ليلا ، والصّفان ينظر كلّ واحد منهما إلى صاحبه حتّى جاء أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ. فنزلنا على فنائه (٨).
فقال له سعيد بن قيس : أفي هذه السّاعة ، يا أمير المؤمنين ، أما خفت شيئا؟
__________________
(١) ما بين المعقوفتين ليس في ب.
(٢) التوحيد / ٣٧٤ ـ ٣٧٥ ، ح ١٩.
(٣) كذا في المصدر. وفي النسخ : عيشا.
(٤) التوحيد / ٣٧٩ ، ح ٢٥.
(٥) من المصدر.
(٦) ليس في المصدر : كلّ.
(٧) نفس المصدر والصفحة ، ح ٢٦.
(٨) كذا في المصدر. وفي ب : فناه. وفي سائر النسخ : قفاه.