السبب ، وادعى الثاني عليه الإجماع.
واستدل له تارة بما مرّ من الأخبار بأنه ليس على من خلف الإمام سهو.
وهي محمولة على الشك في العدد كما فهمه الأصحاب ، ويشهد له السياق بقرينة قولهم عليهمالسلام : وليس على الإمام سهو ، مع أنه مقطوع الإرادة من لفظ السهو فيها ، فيمتنع إرادة السهو بالمعنى المعروف منها ، لما مضى مرارا ، إلاّ أن يوجّه بما مضى أيضا.
واخرى بالموثقين ، في أحدهما : عن الرجل ينسى وهو خلف الإمام أن يسبّح في السجود أو في الركوع ، أو ينسى أن يقول بين السجدتين شيئا ، فقال : « ليس عليه شيء » (١).
وفي الثاني : عن رجل سها خلف إمام بعد ما افتتح الصلاة ولم يقل شيئا ولم يكبّر ولم يسبّح ولم يتشهّد حتى يسلّم ، فقال : « قد جازت صلاته ، وليس عليه إذا سها خلف الإمام سجدتا السهو ، لأن الإمام ضامن لصلاة من خلفه » (٢).
ولا دلالة للأول على المطلوب ؛ للقول بالموجب كما سيظهر.
والثاني معارض بأجود منه سندا ، كالصحيح : عن الرجل يتكلم في الصلاة ، يقول : أقيموا صفوفكم ، قال : « تتم صلاته ثمَّ يسجد سجدتي السهو » (٣) والظاهر كون الرجل مأموما.
__________________
(١) الفقيه ١ : ٢٦٣ / ١٢٠٢ ، التهذيب ٣ : ٢٧٨ / ٨١٦ ، الوسائل ٨ : ٢٤٠ أبواب الخلل الواقع في الصلاة ب ٢٤ ح ٤.
(٢) الفقيه ١ : ٢٦٤ / ١٢٠٤ ، التهذيب ٣ : ٢٧٨ / ٨١٧ ، الوسائل ٨ : ٢٤٠ أبواب الخلل الواقع في الصلاة ب ٢٤ ح ٥.
(٣) الكافي ٣ : ٣٥٦ / ٤ ، التهذيب ٢ : ١٩١ / ٧٥٥ ، الاستبصار ١ : ٣٧٨ / ١٤٣٣ ، الوسائل ٨ : ٢٠٦ أبواب الخلل الواقع في الصلاة ب ٤ ح ١.