ولبن الوحشي مخالف للإنسي ، فلبن البقر الوحشي (١) مخالف للبن البقر الإنسي. وكذا لبن الظبي ولبن الشاة جنسان ، عند علمائنا أجمع.
وقد نصّ الشافعي على أنّ الألبان أجناس (٢) ، ولم يذكر غير ذلك ، إلاّ أنّ له في اللّحمان قولين : أحدهما : أنّها جنس واحد ـ قاله أصحابه ـ لا فرق بينها (٣) (٤) ، فجعلوا في الألبان قولين : أحدهما : أنّها جنس واحد ، وهو المشهور عن أحمد. والثاني ـ وهو الأصحّ عندهم ـ : أنّها أجناس ، وبه قال أبو حنيفة (٥).
لنا : أنّها فروع تابعة لأصول مختلفة بالحدّ والحقيقة ، فكانت فروعها تابعة لها ، كالأدهان والخلول ـ وهذا بخلاف اللّحمان ، فإنّ للشافعي قولا بالتماثل فيها (٦) ـ لأنّ الأصول التي حصل اللبن منها باقية بحالها وهي مختلفة ، فيدام حكمها على الفروع ، بخلاف أصول اللحم.
احتجّ الآخرون بأنّ الألبان اشتركت في الاسم الخاصّ في أوّل حال
__________________
(١) في « ق ، ك » : بقر الوحش.
(٢) المهذّب ـ للشيرازي ـ ١ : ٢٨٠ ، حلية العلماء ٤ : ١٦٢ ، الحاوي الكبير ٥ : ١٢٠ ، التنبيه في الفقه الشافعي : ٩١ ، التهذيب ـ للبغوي ـ ٣ : ٣٥٣ ، العزيز شرح الوجيز ٤ : ٩٧ ، المغني والشرح الكبير ٤ : ١٥٧.
(٣) في الطبعة الحجريّة و « ق ، ك » : بينهما. والصحيح ما أثبتناه.
(٤) المهذّب ـ للشيرازي ـ ١ : ٢٧٩ ، التنبيه في الفقه الشافعي : ٩١ ، حلية العلماء ٤ : ١٦١ ـ ١٦٢ ، الحاوي الكبير ٥ : ١٥٤ ، الوسيط ٣ : ١٥٥ ـ ١٥٦ ، التهذيب ـ للبغوي ـ ٣ : ٣٦٢ ، العزيز شرح الوجيز ٤ : ٩٥ ، روضة الطالبين ٣ : ٥٩ ، المغني ٤ : ١٥٥ ، الشرح الكبير ٤ : ١٥٤ و ١٥٥.
(٥) المهذّب ـ للشيرازي ـ ١ : ٢٨٠ ، الحاوي الكبير ٥ : ١٢٠ ، حلية العلماء ٤ : ١٦٢ ، التهذيب ـ للبغوي ـ ٣ : ٣٥٣ ، العزيز شرح الوجيز ٤ : ٩٧ ، الوسيط ٣ : ٥٧ ، المغني والشرح الكبير ٤ : ١٥٧ ، الهداية ـ للمرغيناني ـ ٣ : ٦٥.
(٦) راجع المصادر في الهامش (٤).