فانظروا الى ما رووه عن على عليهالسلام دل على الاخذ بروايات الشيعة وروايات العامة مع عدم وجود المعارض من رواية الخاصة
ومثل ما فى الاحتجاج عن تفسير العسكرى (ع) فى قوله ومنهم اميون لا يعلمون الكتاب الآية ، من انه قال رجل للصادق (ع) فاذا كان هؤلاء القوم من اليهود والنصارى لا يعرفون الكتاب إلّا بما يسمعونه من علمائهم لا سبيل لهم الى غيره فكيف ذمهم بتقليدهم والقبول من علمائهم وهل عوام اليهود إلّا كعوامنا يقلدون علماءهم فان لم يجز لاولئك القبول من علمائهم لم يجز لهولاء القبول من علمائهم فقال (ع) بين عوامنا وعلمائنا وبين عوام اليهود وعلمائهم فرق من جهة وتسوية من جهة ، اما من حيث استووا فان الله تعالى ذم عوامنا بتقليدهم علماءهم كما ذم عوامهم بتقليدهم علماءهم ؛ واما من حيث افترقوا فلا ، قال بين لى يا بن رسول الله قال ان عوام اليهود قد عرفوا علمائهم بالكذب الصريح وباكل الحرام والرشاء وبتغيير الاحكام عن وجهها بالشفاعات والنسابات والمصانعات (١) وعرفوهم بالتعصب الشديد الذى يفارقون به اديانهم وانهم اذا تعصبوا ازالوا حقوق من
__________________
١ ـ المصانعة الرشوة ، ومن تعصبوا له مفعول اول لا عطوا اى اعطوا من تعصبوا له ما لا يستحقه ، وفاعل لا يستحقه هو الضمير المستتر العائد الى الموصول لتقدمه رتبة وان تاخر لفظا واضطروا بمعارف يعنى قد عرفت قلوبهم بالضرورة ان من فعل فعلهم فهو فاسق ، والتكالب الوثوب تقول يتكالبون اى يسرعون ويتواثبون ، والحطام ما تكسر من اليبس ، والترفرف من رفرف الطائر اذا حرك جناحه حول الشىء يريد ان يقع عليه ، فللعوام ان يقلدوه : دلت هذه الفقرة على اعتبار خبر الواحد لان ملاحظة مجموع الرواية تشهد بكون المراد بالتقليد فيها معناه اللغوى دون الاصطلاحى فهو باطلاقه يشمل الاخذ بقول الغير تعبدا مطلقا سواء فى الفتوى ام فى الرواية ، وقوله لتلك اى لتلك الفسقة ، وقوم نصاب النصب المعاداة ومنه الناصب وهو الذى يتظاهر بعداوة اهل البيت (ع) او مواليهم لاجل متابعتهم لهم ، وليتوجهوا الوجه الجاه والقدر والمنزلة (م ق)