مولانا الصادق «ع» قال فى حديث طويل وانما هلك الناس فى المتشابه لانهم لم يقفوا على معناه ولم يعرفوا حقيقته فوضعوا له تأويلا من عند انفسهم بآرائهم واستغنوا بذلك عن مسئلة الاوصياء «ع» فيعرفونهم.
واما الحمل على ما يظهر له فى بادئ الراى من المعانى العرفية واللغوية من دون التأمل فى الادلة العقلية ومن دون تتبع فى القرائن النقلية مثل الآيات الأخر الدالة على خلاف هذا المعنى والاخبار الواردة فى بيان المراد منها وتعيين ناسخها من منسوخها ومما يقرب هذا المعنى الثانى وان كان الاول اقرب عرفا ان المنهى فى تلك الاخبار المخالفون الذين يستغنون بكتاب الله عن اهل البيت (ع) بل يخطئونهم به. ومن المعلوم ضرورة من مذهبنا تقديم نص الامام «ع» على ظاهر القرآن كما ان المعلوم ضرورة من مذهبهم العكس.
ويرشدك الى هذا ما تقدم فى رد الامام «ع» على ابى حنيفة حيث انه يعمل بكتاب الله ومن المعلوم انه انما كان يعمل بظواهره لا انه كان يأوله بالراى اذ لا عبرة بالراى عندهم مع الكتاب والسنة ، ويرشد الى هذا قول ابى عبد الله «ع» فى ذم المخالفين انهم ضربوا القرآن بعضه ببعض واحتجوا بالمنسوخ وهم يظنون انه الناسخ واحتجوا بالخاص وهم يظنون انه العام واحتجوا بالآية وتركوا السنة فى تاويلها ولم ينظروا الى ما يفتح به الكلام والى ما يختمه ولم يعرفوا موارده ومصادره اذ لم يأخذوه عن اهله فضلوا واضلوا.
وبالجملة فالانصاف يقتضى عدم الحكم بظهور الاخبار المذكورة فى النهى عن العمل بظاهر الكتاب بعد الفحص والتتبع فى ساير الادلة خصوصا الآثار الواردة عن المعصومين «ع» كيف ولو دلت (١) على المنع من العمل على هذا الوجه
__________________
١ ـ حاصل المعارضة الاستكشاف باخبار التفسير بالرأى عن كون وجه المنع من العمل بظواهر القرآن وجود المانع منه وهو العلم الاجمالى بطرو التخصيص والتقييد والتجوز فى اكثر الآيات لا عدم المقتضى له ، ووجه المعارضة (ح) واضح (ق)