يجب بوجوب ذيها.
قلت (١) او لا انه ليس فى صدر الآية دلالة على ان المراد النفر الى الجهاد وذكر الآية فى آيات الجهاد لا يدل على ذلك ، وثانيا (٢) انه قد فسر الآية بان المراد نهى المؤمنين عن نفر جميعهم الى الجهاد كما يظهر من قوله وما كان المؤمنون لينفروا كافة وامر بعضهم بان يتخلفوا عند النبى صلىاللهعليهوآلهوسلم ولا يخلوه وحده فيتعلموا مسائل حلالهم وحرامهم حتى ينذروا قومهم النافرين اذا رجعوا اليهم ، والحاصل ان ظهور الآية فى وجوب التفقه والانذار مما لا ينكر فلا محيص عن حمل الآية عليه وان لزم مخالفة الظاهر (٣) فى سياق الآية او بعض الفاظها.
ومما يدل على ظهور الآية فى وجوب التفقه والانذار استشهاد الامام بها على وجوبه فى اخبار كثيرة ، منها ما عن الفضل بن شاذان فى علله عن الرضا (ع) فى حديث قال انما امروا بالحج لعلة الوفادة الى الله وطلب الزيادة والخروج عن كل ما اقترف العبد الى ان قال ولاجل ما فيه من التفقه ونقل اخبار الائمة (ع) الى كل صفح وناحية كما قال الله عزوجل (فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ) الآية
ومنها ما ذكره فى ديباجة المعالم من رواية على بن حمزة قال سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول تفقهوا فى الدين فانه من لم يتفقه منكم فى الدين فهو اعرابى (٤) فان
__________________
١ ـ لاحتمال كون المراد به بيان كون التفقه وتحصيل الاحكام الشرعية واجبا كفائيا لا عينيا (م ـ ق)
٢ ـ فعليه يرجع الضمير فى قوله تعالى : (لِيَتَفَقَّهُوا)(وَلِيُنْذِرُوا) الى المتخلفين لا النافرين (م ـ ق)
٣ ـ فعلى الجواب الاول يلزم مخالفة الظاهر فى السياق وعلى الثانى يلزم التفكيك فى الضمائر (م ـ ق)
٤ ـ بفتح الهمزة نسبة الى الاعراب وهم سكان البادية خاصة ويقال لكان الامصار عرب وليس الاعراب جما للعرب بل هو مما لا واحد له (مج)