وهو : كلام يتكلّم به أو يكتبه ، أو رقية ، أو يعمل شيئا يؤثّر في بدن المسحور أو قلبه أو عقله من غير مباشرة ، والأقرب أنه لا حقيقة له وإنما هو تخييل ، وعلى كلّ تقدير لو استحلّه قتل.
______________________________________________________
قوله : ( وهو : كلام يتكلم به أو يكتبه ، أو رقية ، أو يعمل شيئا يؤثر في بدن المسحور أو قلبه أو عقله من غير مباشرة ).
الرقية بضم الراء : العوذة ، واعلم أن قوله : ( يؤثر في بدن المسحور ) إن كان قيدا في الجميع ، يخرج عن التعريف كثير من أقسام السحر التي لا تحدث شيئا في بدن أو قلب أو عقل ، أو بالأخير ، أعني قوله : ( أو يعمل شيئا ) يخرج عنه السحر بالعمل حيث لا يؤثر في شيء من المذكورات.
ومن السحر : عقد الرجل عن زوجته بحيث لا يقدر على وطئها ، وإلقاء البغضاء بينهما ونحو ذلك.
قوله : ( أو يعمل شيئا ... ).
يندرج في ذلك : العقد ، والنفث ، والدخنة ، والتصوير. قال في الدروس : ومن السحر : الاستخدام للجن والملائكة ، والاستنزال للشياطين (١).
قوله : ( والأقرب أنه لا حقيقة له ، وإنما هو تخييل ).
المتبادر إلى الفهم أنّ المراد : كون المفعول المعدود سحرا ـ مثل : عمل الحياة ، وإظهار الطيران ونحو ذلك ـ لا حقيقة له في الواقع ، وإنما يخيل إلى الناظرين كونه واقعا.
والذي يستفاد من عبارة الشارح (٢) والمنتهى (٣) وكلامهم في باب الجنايات ، أن المراد به : أن ترتب شيء في بدن الإنسان وعقله والتفريق بين المرء وزوجه ونحو ذلك من الأمور المطلوبة بالسحر لا حقيقة لها ، وهو المفهوم من
__________________
(١) الدروس : ٣٢٧.
(٢) إيضاح الفوائد ١ : ٤٠٥ ـ ٤٠٧.
(٣) المنتهى ٢ : ١٠١٤.