أمّا الشرطيّة في هذه الرواية فلأنّها ظاهرة في حدّ نفسها في الرجوع إلى متلوّها (١) وكون المأكوليّة شرطا لقابليّة الحيوان للتذكية ، ويعارضها ما يدلّ على قابليّة السباع والمسوخ أيضا لها ، فيمكن الجمع بينهما بحمل ذلك الدليل على تأثيرها في طهارة ما تحلّه الحياة منهما ، وجواز الانتفاع به ، وحمل هذه الرواية على توقّفها من جهة جواز الصلاة فيه على المأكوليّة.
ويمكن أن يستظهر (٢) من تتمّة الرواية أنّ هذه الشرطيّة من
__________________
(١) أي المتصل بها ، فكأنّه قيل ( بلى الذكيّ ما ذكّي بالحديد وكان مما يؤكل لحمه ) ، فيكون ظاهرا في اعتبار المأكولية في تذكية الحيوان ، وأن غير المأكول لا يقبل التذكية ، وهذا يعارض ما دلّ على قابلية بعض ما لا يؤكل لحمه كالسباع والمسوخ للتذكية ، وقد جمع قدسسره بينهما بحمل ما دلّ على قابليّة النوعين للتذكية ، على تأثير التذكية في طهارة ما تحلّه الحياة منهما ـ كالجلد ـ وجواز الانتفاع به فلا تعرضه النجاسة الموتية ، ولا نظر فيه إلى التذكية المعتبرة في الصلاة ، وحمل هذه الرواية ـ بقرينة وقوع السؤال فيها عن الصلاة في الفراء ـ على توقف التذكية المعتبرة في الصلاة على المأكولية ، والمعنى ( لا تصلّ إلاّ فيما كان ذكيّا والذكيّ الذي تجوز الصلاة فيه هو ما ذكّي بالحديد وكان مأكول اللحم ) ، ومقتضاه ـ كما ترى ـ اعتبار المأكولية شرطا في الصلاة.
(٢) هذا احتمال آخر في الرواية ، محصّله أنّ قوله عليهالسلام ( إذا كان ممّا يؤكل لحمه ) من تتمّة الجواب الأوّل وهو ( لا تصلّ إلاّ فيما كان ذكيّا ) ، وقد وقع السؤال الثاني مع جوابه ـ أعني : أوليس الذكيّ ما ذكّي بالحديد ،