عبارة عن نفس ذلك الوجود وهذا العدم (١).
وإذ تمهّد ذلك فلا يخفى أنّ النعتيّة والربطيّة ـ التي عرفت أنّها هي اللحوق والقيام بالموضوع ـ وإن كانت في طرف الوجود (٢) مساوقة لنفس وجود العرض ، فلا يعقل أن يوجد هو في نفسه ولنفسه إلاّ وكان في موضوعه ولموضوعه ـ لا محالة (٣) ـ ، ويمتنع أن يوجد لا فيه ، أو يسبقه بوجوده (٤) ولكنّها في طرف العدم السابق لمكان سبقه (٥) ، واستحالة نعتيّته لموضوعه عند انتفائه (٦) ، فلا جرم تنفكّ إحدى الجهتين عن الأخرى (٧) ولا يعقل أن يكون العدم السابق
__________________
(١) فالربط والإضافة والنعتيّة الحاصلة بينهما إنّما هي بنفس وجود العرض لمعروضه ، أو عدمه عنه عند وجوده ، وسيأتي لهذا تتمة عند البحث عن أجزاء القضيّة.
(٢) فرّق قدسسره في النعتيّة واللحوق بين طرفي الوجود والعدم ، ففي الأوّل بما أنّ وجود العرض عين لحوقه لموضوعه فنعتيّة وجوده لموضوعه مساوقة لنفس وجوده ، فلا انفكاك بين الجهتين ، أمّا في الثاني فمع وجود الموضوع ـ وإن كانت النعتيّة العدميّة متحقّقة ـ إلاّ أنه مع انتفائه تستحيل النعتيّة ، وتتعيّن المحموليّة.
(٣) لما عرفت من تقوّم وجوده النفسي بذلك.
(٤) أي : يسبق العرض موضوعه في الوجود ، فيوجد قبله.
(٥) أي : سبق عدم العرض على وجود موضوعه ، فلم يكن للعدم حينئذ موضوع.
(٦) أي : عند انتفاء الموضوع ، لما عرفت من استحالة النعتيّة واللحوق ـ وجوديّا كان أو عدميّا ـ مع انتفاء المنعوت والملحوق به.
(٧) وهما : جهة عدمه في نفسه وعدمه لموضوعه ، فلا تحقّق للثانية ـ أي