عرفت من تقوّمه بأنّ وجوده في نفسه ولنفسه هو عين وجوده في موضوعه ولموضوعه (١) ، وكذلك عدمه أيضا عند وجوده (٢) ، وإلى هذا يرجع تقسيمهم * للوجود والعدم إلى نفسيّ ورابطيّ (٣) ، وتخصيصهم الأوّل بالمعروضات ، والثاني بإعراضها.
وبالجملة : فمقوليّة المقولات ورابطيّة وجودها وعدمها (٤) ينشآن عن منشأ واحد حقيقي هو لحوقها وجودا أو عدما بمعروضاتها ، وإضافتها ** إليها ، فهي بوجودها أو عدمها نعوت وجوديّة أو عدميّة لتلك المعروضات ، لا بنعتيّتها لها موجودة أو معدومة (٥) ، لما عرفت من أنّ الإضافة بينهما في كلّ من طرفي الوجود والعدم
__________________
(١) إذن فوجوده هو اللاحق بموضوعه والنعت الوجودي له ، لا ماهيّته.
(٢) أي : عند وجود موضوعه ، إذن فعدمه هو اللاحق بموضوعه والنعت العدمي له في ظرف وجوده ، وقد عرفت وجهه آنفا ، وستعرف اعتبار وجود الموضوع في نعتيّة العدم أيضا كالوجود.
(٣) فإنّ مقتضاه أنّ الوجود أو العدم هو الرابطي النعتي ، لا الماهيّة.
(٤) يعني : كونها مقولات عارضة على معروضاتها ورابطات بوجودها أو عدمها بها.
(٥) أي : لا بنعتية ذواتها لمعروضاتها موجودة أو معدومة ، وبعبارة أخرى واضحة : وجودها لمعروضاتها أو عدمها عنها هي النعوت لها ، وليست ذواتها نعوتا موجودة أو معدومة لها.
__________________
(*) الموجود في الطبعة الاولى ( تقسيمه ) والصحيح ما أثبتناه.
(**) الموجود في الطبعة الاولى ( إضافته ) والصحيح ما أثبتناه.