كالطرمة (١) في هذه الأعصار ، والظاهر أنّه لا عين ولا أثر لتلك الأثواب ولا لذلك الحيوان في الأعصار المتأخرة أصلا ، بل يظهر من العبارة المحكية عن الشهيد أنّه كان في تلك الأزمنة (٢) أيضا من النادر أو المعدوم.
وأمّا ما يسمّى بهذا الاسم في عصرنا فلا يخفى أن وبره قليل جدا ، والظاهر أنّه بمعزل عن تلك المكانة واللياقة ، فهو إما صنف ممّا كان يسمّى بهذا الاسم (٣) أو نوع آخر (٤) سمّي ـ بعد انقراض ذلك الحيوان ـ باسمه.
وقد يوجّه الاحتمال الأول بأصالة عدم النقل (٥) ، فإن رجع
__________________
(١) معرّب ( ترمه ) كلمة فارسية يوصف بها بعض الأقمشة الناعمة الثمينة وبعض أوراق القراطيس الصقيلة الشفافة ، وتتخذ من نوع من الوبر الناعم النفيس.
(٢) أي في زمان الشهيد قدسسره ، ولعل المراد بالعبارة المحكية عنه ما حكي عن حاشيته على القواعد من قوله : سمعت بعض مدمني السفر يقول إنّ الخز هو القندس ، قال : وهو قسمان ذو ألية وذو ذنب ـ إلخ ـ ( الجواهر ٨ : ٩٢ ) ، حيث يستشعر منها عزّة وجود الحيوان وندرته.
(٣) فيكون المسمّى بالخز نوعا واحدا ذا صنفين : أحدهما ما هو موجود في عصرنا من القليل الوبر ، والثاني ما كان موجودا في زمان صدور الروايات من الكثير الوبر والنفيسة ، وعليه فإطلاق اللفظ على الموجود في عصرنا استعمال له في معناه الأصلي من غير نقل.
(٤) وعليه فيكون لفظ الخز من قسم المنقول.
(٥) اختاره في الجواهر ( ٨ : ٩١ ) ونسبه إلى جزم أستاذه في كشف الغطاء ،