والجواب : أمّا عن الأولى منهما أنّ صدر الرواية وذيلها يعطي أن يكون الشهرة على معناها لغة ، يقال : سيف شاهر أي عار ، وشهر سيفه أي أعراه ، فالرواية المشهورة حينئذ ما لا يخفى على أحد ، فيصحّ إطلاق المجمع عليه عليها ، ولا احتياج إلى ارتكاب مثل ذلك التأويل البعيد ، والرواية الغير المشهورة ما لا يكون بهذه المثابة ، فيكون في العمل بها ريب ، فظهر وجه التوصيف والتعليل أيضا.
وأمّا عن الثانية ، فبعد الغضّ عن ضعفها عدم عموم لفظة « ما » بالنسبة إلى الفتاوى كما هو محل الكلام ، وعلى تقدير التسليم فمعناها قد عرفت في الأولى ، مضافا إلى أنّ التمسّك بأمثال الروايات في أمثال المقام قد يكون دوريا على بعض الوجوه إلاّ أن يقال : إنّها من الظنون الخاصّة ، فتأمّل.
ثمّ إنّ بعض (١) من ادّعى انطباق الرواية على حجّية الشهرة فسّر الفقرة الموجودة في الرواية الأولى ـ وهي قول الراوي : كلاهما مشهوران ـ بأنّها من جهة التعارض بين شهرة القدماء وشهرة المتأخّرين ، ولعمري إنّه كلام سخيف يكاد تضحك منه الثكلى.
__________________
(١) وسيأتي عن البعض في بحث التعادل والتراجيح : ج ٤ ، ص ٥٨٨.