الجنّة في الجنّة ؛ لأنّ نيّاتهم كانت في الدنيا أن لو بقوا أن يطيعوا الله [ أبدا ] ، فبالنيّات خلّد هؤلاء وهؤلاء » (١).
ومنها : ما دلّ على أنّ المرء مجزيّ بعمله إن خيرا فخير ، وإن شرّا فشرّ (٢) ، إلى غير ذلك إلاّ أنّها تنافي ظواهر جملة من الأخبار الدالّة على العفو.
فمنها : ما ورد عن الفضيل (٣) بن عثمان المرادي سمع أبا عبد الله عليهالسلام يقول : « [ قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أربع من كنّ ] فيه ، لم يهلك على الله عزّ وجلّ (٤) بعدهنّ إلاّ هالك : يهمّ العبد [ بـ ] ـالحسنة فيعملها فإن هو لم يعملها ، كتب الله عزّ وجل له حسنة [ بحسن نيّته ] فإن هو عملها ، كتب الله له عشرا ، ويهمّ [ بـ ] ـالسيّئة [ أن يعملها فـ ] ـإن لم يعملها ، لم يكتب عليه شيء ، وإن هو عملها ، أمهل (٥) سبع ساعات » (٦) الحديث.
ويمكن الجمع بأنّ ما يتعلّق بأصول الدين لا يغتفر فيه نيّة المعصية ، وما يتعلّق بغيرها من الفرعيّات يغتفر. وبوجه آخر هو أنّ القاصد للمعصية لو نواها وكان تركها لأجل أمر خارج عن مقدرته (٧) كالموت ونحوه ، فلا يغتفر ، وإن تركها باختياره ، فيغتفر. ومنه يعلم الحال في قاصد الطاعة.
وأمّا الرضا على فعل المعصية والطاعة ، فهو كما عرفت فيما نقلناه عن نهج البلاغة (٨) ، فحاله حال العاصي والمطيع ؛ ويؤيّده بعض فقرات الزيارات المأثورة عنهم عليهمالسلام.
__________________
(١) الكافى ٢ : ٨٥ ، باب النيّة ، ح ٥ ؛ عنه في الوسائل ١ : ٥٠ ، باب ٦ ، باب استحباب نيّة الخير والعزم عليه ، ح ٤.
(٢) الوسائل ١ : ٥٧ ، باب ٧ ، باب كراهة نيّة الشرّ ، ح ١.
(٣) « ل » والكافى : الفضل ، وفي رجال الطوسى : الفضل بن عثمان المرادي ويقال : الفضيل.
(٤) « ل » : تعالى.
(٥) في المصدر : أجلّ.
(٦) الوسائل ١٦ : ٦٤ ، باب ٨٥ ، باب وجوب الاستغفار من الذنب والمبادرة به قبل سبع ساعات ، ح ١.
(٧) « ل » : قدرته.
(٨) نقله في ص ١٣.