(أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ) وقال : (وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطانَ إِلَّا قَلِيلاً).
وفي شرح الآيات الباهرة (١) : قال محمّد بن يعقوب ، عن الحسن بن محمّد ـ بإسناده ـ عن رجاله ، عن بريد بن معاوية العجليّ قال : سألت أبا جعفر ـ عليه السّلام ـ عن قول الله ـ عزّ وجلّ ـ : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها وَإِذا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ) قال : إيّانا عنى ، أن يؤدّي الإمام الأوّل إلى الإمام الّذي بعده ما عنده من العلم والكتب والسّلاح. وقال (٢) : (إِذا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ) الّذي في أيديكم. ثمّ قال للنّاس : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ). إيانا عنى خاصّة. ثمّ أمر جميع المؤمنين بطاعتنا إلى يوم القيامة إذ يقول : «فإن خفتم تنازعا في أمر فردّوه إلى الله والرّسول وأولي الأمر منكم.» كذا نزلت ، وكيف يأمرهم الله ـ عزّ وجلّ ـ بطاعة ولاة الأمر ويرخّص في منازعتهم؟! إنّما قيل ذلك للمأمورين (٣) الّذين قيل لهم : (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) ..
وممّا ورد من أن ولاة الأمر بعد النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ هم الأئمّة الاثنا عشر ـ صلوات الله عليهم ـ
ما نقله الشّيخ أبو عليّ الطّبرسيّ ـ قدّس الله روحه ـ في كتابه اعلام الورى بأعلام الهدى (٤) قال : حدّثنا غير واحد من أصحابنا ، عن محمّد بن همام ، عن جعفر بن محمّد بن مالك الفزاريّ ، عن الحسن بن محمّد بن سماعة ، عن أحمد بن الحارث ، عن المفضّل بن عمر ، عن يونس بن ظبيان ، عن جابر بن يزيد الجعفيّ قال : سمعت جابر بن عبد الله الأنصاريّ يقول : لمّا نزلت (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ)
(مِنْكُمْ) قلت : يا رسول الله ، قد عرفنا الله ورسوله ، فمن أولي الأمر الّذين قرن طاعتهم بطاعتك؟
فقال ـ صلّى الله عليه وآله ـ : هم خلفائي ـ يا جابر ـ وأئمّة المسلمين بعدي.
أوّلهم عليّ بن أبي طالب ـ عليه السّلام ـ ثمّ الحسن ، ثمّ الحسين ، ثمّ عليّ بن الحسين ،
__________________
(١) تأويل الآيات الباهرة ، مخطوط / ٤٩.
(٢) النساء / ٥٨.
(٣) المصدر : «المأمورين» بدل «ذلك للمأمورين».
(٤) نفس المصدر والموضع.