وفي عيون الأخبار (١) : بإسناده إلى الرّيّان بن شبيب قال : دخلت على الرّضا ـ عليه السّلام ـ في أوّل يوم من المحرّم ، فقال لي : يا بن شبيب أصائم أنت؟
فقلت (٢) : لا.
فقال : إنّ هذا اليوم هو اليوم الّذي دعا فيه زكريا ـ عليه السّلام ـ ربّه ـ عزّ وجلّ ـ فقال : (رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ) ، فاستجاب الله له ، وأمر الملائكة فنادت زكريّا : (وَهُوَ قائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرابِ أَنَّ اللهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيى مُصَدِّقاً) (٣).
فمن صام هذا اليوم ، ثمّ دعا الله تعالى استجاب الله تعالى له ، كما استجاب [الله] (٤) لزكريا ـ عليه السّلام ـ.
وفي الكافي (٥) : محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن الحكم ، عن رجل ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي عبد الله (٦) ـ عليه السّلام ـ قال : من أراد أن يحبل له ، فليصلّ ركعتين بعد الجمعة يطيل فيهما الرّكوع والسّجود ، ثمّ يقول : اللهمّ إنّي أسألك بما سألك به زكريا ـ عليه السّلام ـ إذ قال : ربّ لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين ، اللهمّ هب لي ذرّيّة طيّبة إنّك سميع الدّعاء ، اللهمّ باسمك استحللتها وفي أمانتك أخذتها ، فإن قضيت في رحمها ولدا ، فاجعله غلاما ، ولا تجعل للشّيطان فيه نصيبا ولا شريكا.
وفي مجمع البيان (٧) : وروى الحارث بن المغيرة (٨) قال : قلت لأبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ : إنّي من أهل بيت قد انقرضوا وليس لي ولد.
فقال : ادع الله (٩) وأنت ساجد : ربّ هب لي من لدنك ذرّيّة طيّبة إنّك سميع الدّعاء ، (رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوارِثِينَ). (١٠) قال : ففعلت (١١) ، فولد [لي] (١٢) عليّ والحسين.
(فَنادَتْهُ الْمَلائِكَةُ) ، أي : من جنسهم ، كقولهم : زيد يركب الخيل. فإنّ المنادي ملك.
__________________
(١) عيون أخبار الرضا ١ / ٢٩٩ ح ٥٨.
(٢) المصدر : قلت.
(٣) ليس في المصدر.
(٤) من المصدر.
(٥) الكافي ٣ / ٤٨٢ ، ح ٣.
(٦) أو المصدر : أبي جعفر.
(٧) مجمع البيان ٤ / ٦١.
(٨) هكذا في أ. وفي الأصل والمصدر : الحرث بن المغيرة.
(٩) ليس في المصدر.
(١٠) الأنبياء / ٨٩.
(١١) هكذا في المصدر. وفي النسخ : فقلت.
(١٢) من المصدر.