أبو عمرو الزّبيريّ (١) ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال : قلت [له :] (٢) ما الحّجة في كتاب الله أنّ آل محمّد هم أهل بيته؟
قال : قول الله ـ تبارك وتعالى ـ : (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ) (٣) (وَ) وآل محمّد ـ هكذا نزلت ـ (عَلَى الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) ولا يكون الذّرّيّة من القوم إلّا نسلهم من أصلابهم. وقال (٤) : (اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ) ووآل محمّد.
وفي كتاب المناقب (٥) لابن شهر آشوب : أنّ عليّا ـ عليه السّلام ـ قال لابنه الحسن ـ عليه السّلام ـ : اجمع النّاس ، فاجتمعوا ، فأقبل فخطب (٦) النّاس ، فحمد الله وأثنى عليه ، وتشهّد ثمّ قال : أيّها النّاس إنّ الله اختارنا لنفسه ، وارتضانا لدينه ، واصطفانا على خلقه ، وأنزل علينا كتابه ووحيه. وأيم الله لا ينقصنا (٧) أحد من حقّنا شيئا إلّا انتقصه (٨) الله من حقّه في عاجل دنياه وآجل (٩) آخرته ، ولا تكون علينا دولة إلّا كانت لنا العاقبة ، ولتعلمنّ نبأه بعد حين ، ثمّ نزل وجمع (١٠) بالنّاس ، وبلغ أباه فقبّل بين عينيه. ثم قال : بأبي وأمّي (ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ).
وممّا جاء في معنى الاصطفاء ، ما رواه [في شرح الآيات الباهرة (١١) عن] (١٢) الشّيخ الطّوسيّ ـ قدس الله روحه ـ قال : روى أبو جعفر القلانسيّ قال : حدّثنا الحسين بن الحسن قال : حدّثنا عمرو بن أبي المقدام ، عن يونس بن ضباب (١٣) عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر ، عن أبيه ، عن جدّه عن عليّ بن أبي طالب ـ صلوات الله عليهم أجمعين ـ قال : قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ : ما بال أقوام إذا ذكروا آل إبراهيم وآل
__________________
(١) نفس المصدر والموضع ، ح ٣٥.
(٢) من المصدر.
(٣) «وآل إبراهيم» ليس في أ.
(٤) سبأ / ١٣.
(٥) المناقب ٤ / ١١.
(٦) المصدر : وخطب.
(٧) المصدر : لا ينتقصنا.
(٨) ر : انقصه.
(٩) ليس في المصدر.
(١٠) المصدر : فجمع.
(١١) تأويل الآيات الباهرة ، مخطوط / ٣٨.
(١٢) ليس في أ.
(١٣) النسخ : جناب. تفسير البرهان : ١ / ٢٧٩ : حباب. وما أثبتناه في المتن موافق المصدر.